نبذة عن الدبكة المغربية

تنتشر الدبكة بشكل عام في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي بلاد الشام ومصر وفي بعض دول شمال أفريقيا، وبعض الدول الأوروبية، وغالباً ما تُمارس في الاحتفالات والأعراس، والمهرجانات، وهي تتألف عادة من مجموعة من الحركات والخطوات السريعة، والضرب بالقدم على الأرض، وتعتمد غالباً على حركة الأرجل برشاقة وسرعة.[١]


ويُطلق على الدبكة في دولتي المغرب والجزائر اسم العلاوي، وهي من الرقصات الشعبية المعروفة التي تنتشر ضمن المنطقة الممتدة بين غرب الجزائر وشرق المغرب، وهي تختلف بشكل قليل في سرعتها، وإيقاعها من منطقة إلى أخرى.[١]


كيفية أداء الدبكة المغربية

تعود رقصة العلاوي في أصلها إلى قبيلة بني يعلا في الشرق المغربي والغرب الجزائري، وفيها يصطف الراقصون الذكور ويؤدون الرقصة على أنغام المزامير والدفوف عبر ضرب الأرض بأقدامهم، للتعبير عن حيوية الشباب،[١] وقد كانت هذه الرقصة جزءاً من التقاليد بعد انتهاء المعارك والحروب، وهي حالياً تعد نوعاً من التراث الذي يفتخر به أبناء القبائل والعشائر.[٢]


وفيها لا يتجاوز عدد الراقصين من الشباب والكهول سبعة أفراد، وهي تؤدى بتناسق واضح، وانضباط عسكري، ويقود الراقصين لاعب أو راقص واحد، يتولى مهمة إعطاء الأوامر لهم لتوضيح طريقة الرقص، من حيث عدد ضربات الأرض بالقدم وكيفيتها.[٢]


ويتشكل الفريق فيها من الراقصين وعددهم يتراوح بين خمسة وسبعة من الذكور المتمتعين باللياقة البدنية، والقادرين على أداء حركات الرقصة المتميزة بالخفة والقوة والعنف في الوقت نفسه والانسجام مع الإيقاع، والمنشدين على إيقاع البندير أو القلال، وهم الذين يفتتحون الرقصة عبر ترديد بعض القصائد الزجلية الشعبية العاطفية أو الدينية أولاً دون موسيقى.[١]


أما العازفون فهم الذين يصاحبون الراقصين، وعددهم اثنين غالباً، ويعزفون على آلات النفخ، ويتمتعون بالنفس الطويل والقدرة على التحكم في التنفس، وخفة حركة الأصابع بالتزامن مع النغمات المطلوبة.[١]


لباس الراقصين في الدبكة المغربية

وفيها يرتدي الراقصون لباساً أبيض اللون وفضفاض، ومزيناً بخيوط الحرير، كما يضعون غمد المسدس يدوي الصنع للزينة، ليشبه لباسهم بذلك الزي العسكري القديم، ويُطلق على خيوط الحرير المزينة للباس اسم "الحمايل"، وتكون هذه الخيوط حمراء ومزركشة، لتدل على الدماء في الحربـ،[٢] كما يضعون العمامة، ويرتدون القندورة، وسروالاً وحذاءً، وقد يختلف اللباس من مكان إلى آخر في شكله ولونه بشكل ضئيل.[٣]


وتكون "الحمايل" أو "التهليل" مغزولة ومضفورة، وملونة بالأحمر الأرجواني والأسود، وتتدلى من الكتفين إلى الخاصرة وقد تصل إلى الركبة، ويشد إليها من الجهة اليسرى غمد المسدس، أو الحمالة، وهي عبارة عن حقيبة صغيرة من الجلد المزخرف، وتتدلى بين الكتفين ذؤابة مصنوعة من الصوف الأحمر، وهي تتحرك عند هز الكتفين، ويمكن رؤيتها عند النظر خلف الراقص.[١]


ويمكن التمييز بين العازفين والراقصين عن طريق لون العمامة التي تغطي الرأس؛ فالعازفون يرتدون عمامة صفراء، أما الراقصون فيرتدون عمامة بيضاء.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "رقصة العلاوي (الدبكة المغاربية)"، مجلة الثقافة الشعبية، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "العلاوي.. رقصة مغاربية للحرب في زمن السلم"، موقع أصوات مغاربية، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2023. بتصرّف.
  3. " لعلاوي ..فن جزائري أصيل"، مجلة الحوار، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2023. بتصرّف.