ينتظر المسلمون في جميع أنحاء العالم شهر رمضان من كل عام والذي يكون في الشهر التاسع من التقويم الهجري الذي يعتمد على تتبع مراحل القمر، ويعد من أكثر الرموز الدينية قداسةً في الثقافة الإسلامية، وفي المملكة العربية السعودية يتم تحديد بدء شهر رمضان وانتهائه من قِبل لجنة رؤية الهلال إما بالعين المجردة إذا كان الطقس صافٍ، أو باستخدام الحساب في تعداد الأشهر القمرية، وحينها تبدأ الاحتفالات الاجتماعية، والطقوس والتقاليد التي اعتاد عليها السعوديون في كل عام.[١][٢]


عادات وتقاليد السعوديين في تحضير مائدتي الإفطار والسحور

يشتهر أهل السعودية بالعديد من الطقوس المتعلقة بإعداد موائد الإفطار والسحور، نذكر بعضًا منها فيما يلي:[٣][٤]

  • المشاركة في الإفطار والسحور: يستقبل أهل السعودية شهر رمضان بالتقاليد التي ورثوها عن آبائهم من خلال تناول مائدتي الإفطار والسحور مع أفراد العائلة جميعًا، وشرب القهوة بعد صلاة التراويح مع التمر من النوع السكري المشهور في هذه المنطقة، إضافةً لتبادل المأكولات والمشروبات بين الأصدقاء والجيران.
  • كسر الصيام بالماء والتمر: يمتاز السعوديون بالبدء بالماء والتمر عند الإفطار بمجرد سماعهم لأذان المغرب، ثم يذهبون لأداء فريضة المغرب، وبعدها يعودون إلى منازلهم مستعدين لتناول الإفطار.
  • البدء بالإفطار بعد الصلاة: يُفطر أهل السعودية على الماء والتمر كما ذكرنا، إضافةً إلى العصير، واللقيمات وبعض الحلويات الخفيفة، ثم يؤدون صلاة المغرب، وبعدها يتناولون مائدة الإفطار بأطباقها الرئيسية ومقبلاتها.
  • إقامة الإفطارات الجماعية: يُقيم أهل السعودية موائد إفطار للجاليات الإسلامية، وللعاملين المغتربين في أراضي المملكة العربية السعودية، ويستشعرون بروحانيات شهر رمضان المبارك بإقامة الإفطارات للصائمين بين شوارع الأحياء وأزقتها، وفي ساحات المساجد والمنازل، مما يعزز من روح المشاركة والتعاون في عمل الخير، والمنافسة على نيل الأجر.
  • شرب حليب الإبل: يُفضل كبار السن شرب حليب الإبل ومشاركته على مائدة الإفطار مع أبنائهم وأحفادهم، ليقينهم التام بأهمية هذا النوع من الحليب وفوائده العديدة على صحة الجسم، وتفضله بعض العائلات السعودية على موائد الإفطار.[٥]
  • تناول الغبقة: وهي ما تعرَّف بالعشاء الرمضاني المتأخر الذي يلي مائدة الإفطار ويسبق مائدة السحور، ويعد بمثابة مجلس رمضاني مشهور في السعودية، يُقام بعد أداء صلاة التراويح، والانتهاء من مجالس الذكر.[٥]
  • تناول أكلة التشريب: والتي تشتهر في مدينة حفر باطن في السعودية، وتتكون من خبز مخبوز على صاج خاص ومقطع إلى قطع صغيرة، مُسقَّى بمرق اللحم، تعلوه قطع اللحم الصحيحة بعد تشريبه جيدًا وتشبعه من المرق.[٥]


عادات وتقاليد السعوديين في العبادة

نظرًا لأهمية شهر رمضان ومنزلته الكبيرة عند المسلمين يمتاز السعوديون بإقامة الشعائر الدينية وطقوس العبادات المختلفة، نذكر بعضًا منها فيما يلي:[٦]

  • زيادة العبادات: تزداد حلقات الذكر، وقراءة القرآن الكريم، وإعطاء الدروس والمحاضرات المتعلقة بالدين والعلم، والخلوات التي يتضرع بها العباد للعبادة وللدعاء والطلب من الله الغفران والعفو.[٤]
  • أداء فريضة العمرة: وتعد هذه العادة من أهم الطقوس الدينية التي تقام في المملكة العربية السعودية وخاصةً في شهر رمضان نظرًا لتواجد الحرمين الشريفين في أراضيها المباركة، ولأن فريضة العمرة في شهر رمضان على وجه الخصوص لها فضل أكبر من القيام بها في أي شهر آخر.[٧]
  • أداء صلاة التراويح: وتقام هذه الصلاة بعد الإفطار وبعد صلاة فريضة العشاء، إذ يذهب الرجال والنساء على حد سواء لأدائها في المساجد والمصليات، وتُصلى 20 ركعة في الحرم، وغالبًا 8 ركعات في المساجد المتواجدة في المملكة، وبعد صلاة التراويح يتم إلقاء بعض الدروس المتعلقة بالدين من قِبل أهل العلم المختصين.
  • إقامة البازارات الخيرية: والتي يكون هدفها بالمقام الأول جمع الصدقات والتبرعات، وتوزيع دعوات إفطار على المساكين والمحتاجين، وتقديم المساعدة والدعم لهم، وتوزيع المياه في ثلاجات مبردة، وإقامة الموائد الرمضانية الخيرية على حساب المتطوعين.
  • صلاة التهجد: وتبدأ هذه الصلاة في كافة مساجد المملكة العربية السعودية بعد صلاة التراويح وتصلى 10 ركعات، ويتم قراءة 3 أجزاء من القرآن الكريم فيها في بعض المساجد، وتبقى هذه الصلاة حتى منتصف الليل.
  • توزيع زكاة الفطر: وتتم بعد اليوم 27 من رمضان، إذ يبدأ أهالي السعودية بتوزيع زكاة الفطر وصدقاتهم على المحتاجين والفقراء، وأبناء السبيل.


عادات وتقاليد السعوديين في الاحتفال في شهر رمضان

يستقبل أهل السعودية شهر رمضان بعادات مميزة وبطقوس مبهجة نذكر بعضًا منها فيما يلي:[٨][٥]

  • التهنئة الشفوية: بمجرد إعلان دخول شهر رمضان الكريم وثبوت هلال رمضان تعم الأجواء الروحانية المفرحة في أرجاء المملكة، ويبدأ أهالي السعودية بتهنئة بعضهم البعض بعباراتٍ مميزة مثل: (مبارك عليكم الشهر)، و(كل عام وأنتم بخير)، و(نسأل الله أن يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه).[٧]
  • دعوة الأهل والجيران والأصدقاء: يهتم أهل السعودية بصلة الرحم بين أهاليهم وعائلاتهم، وتعزيز روابط العلاقات الاجتماعية مع جيرانهم وأصدقائهم في شهر رمضان، إذ يدعو الأفراد الأشخاص المقربين منهم لإجراء المحادثات، وتناول وجبات الإفطار والسحور، وعادةً ما تكون هذه اللقاءات في مجالس منازلهم، أو في الخيم الرمضانية، أو في الاستراحات.
  • تزيين المنازل: يُزين بعض أهالي السعودية منازلهم بالزينة الرمضانية، ويقوم البعض في مناطق معينة من المملكة بإشعال النيران على قمم الجبال، وتشتهر هذه العادة عند الأسر العسيرية التي تميزت بمثل هذه العادات القديمة الخاصة بمنطقة سكنهم.
  • إقامة صندوق العائلة: ويشتهر أهالي منطقة عسير في السعودية بهذه العادة التقليدية الموروثة والتي تعزز من روابط علاقاتهم ببعضهم البعض، ويتم وضع مبالغ مالية في هذا الصندوق من قبل أفراد العائلة وباتفاق محدد فيما بينهم، بغية الحفاظ على التكافل الاجتماعي فيما بينهم، ويتم مساعدة الأفراد المحتاجين في العائلة من هذا الصندوق.
  • المدفع: وهو الأداة التي تستخدم لإعلام الصائمين بموعد الإفطار عند رفع أذان المغرب، ويتم إطلاقه للمرة الثانية قبل وجبة السحور لتنبيه الصائمين بالقيام لتحضير السحور، ويُطلق للمرة الثالثة لإنذارهم باقتراب انتهاء موعد السحور، ويُطلع للمرة الرابعة للإمساك قبل رفع أذان الفجر بدقائق.
  • المسحراتي: وهو الشخص المسؤول عن إيقاظ الصائمين على موعد السحور، مُستخدمًا صوته في التهليل والإنشاد الديني مصاحبًا للطبل، وقد اعتاد أهالي الأحياء والمدن الصغيرة على إيقاظهم من قبله بمناداتهم بأسمائهم وبالطرق على أبوابهم.


عادات وتقاليد السعوديين في تحضير حلوى شهر رمضان

يمتاز أهالي السعودية كغيرهم من الشعوب ببعض أطباق الحلوى التقليدية والشعبية والتي تُعد على وجه الخصوص في شهر رمضان، ويمكن ألا تتواجد في أي شهر آخر، نذكر فيما يلي أشهرها:

  • طبق اللحوح: ويتكون من طبقات من العجين الرقيق المصنوع من الدقيق البني، تُدهن بالزبدة وتُرش بالسكر، وتقدم بجانب الحلويات الرمضانية الأخرى كالكنافة، والقطايف، والبسبوسة، واللقيمات.[٩]
  • العريكة: وتحضرالعريكة من العجين المكون من الدقيق والملح والماء والمخبوز في الفرن، ويُفرك قرص العجينة بعد الاستواء في وعاء آخر ويضاف إليها التمر والسمن وتُعجن بهذه المكونات حتى تتجانس معها، وعند التقديم تُصنع حُفرة في منتصف العجين وتُملأ بالسمن والعسل، وتُعد من الأطباق المثالية في شهر رمضان خاصةً إذا استخدم الدقيق الأسمر في العجين.[١٠]
  • الكليجا: وهي نوع من المخبوزات التي يتم حشوها بعجوة التمر وتُخبز بالفرن كالمعمول تمامًا، وتُقدم مع القهوة العربية.[٤]
  • التمر بالمكسرات: يتم نزع نواة التمر ووضع المكسرات داخلها وتقديمها مع الطحينة، أو عجنها وتغطيتها بالكامل بالسمسم ورقائق المكسرات.[٤]

المراجع

  1. "Saudi Arabia", everyculture, Retrieved 14/12/2021. Edited.
  2. "Why Ramadan is the most sacred month in Islamic culture", nationalgeographic, Retrieved 14/12/2021. Edited.
  3. "رمضان حول العالم| السعودية.. أداء العمرة وموائد إفطار للجاليات المسلمة"، الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث "عطاء أهالي القصيم في رمضان... عادات وتقاليد متوارثة في مشاركة حية لمختلف مناطق السعودية ومحافظاتها"، الشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث "رمضان في السعودية .. تنوُّع العادات ومشاعر إيمانية فيّاضة"، سبق، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  6. "عادات وتقاليد رمضان في عدة دول مختلفه."، نورت، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "رمضان حول العالم| السعودية.. أداء العمرة وموائد إفطار للجاليات المسلمة"، الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  8. "التكنولوجيا تزحف على عادات وتقاليد رمضان في السعودية"، العرب، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  9. "Ramadan Desserts: Tempting to the Palate", saudigazette, Retrieved 14/12/2021. Edited.
  10. ""العريكة ".. أولوية على موائد السحور الجنوبية"، الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.