تحتفل فلسطين بقدوم شهر رمضان على نطاقٍ واسع، وتشمل الأجواء الرمضانية جميع أنشطة الحياة اليومية وأوقات اليوم، ويعيش الفلسطينيون أجواء الشهر الكريم كعائلة واحدة، ويتبادل الناس الزيارات خلاله، ويحيون العادات والتقاليد المرتبطة بهذا الشهر الفضيل، وفي هذا المقال سنتعرف على أبرز هذه المظاهر والطقوس في فلسطين خلال شهر رمضان.[١]
عادات وتقاليد السحور في فلسطين
من أهم المظاهر المرتبطة بعادات وتقاليد السحور في فلسطين خلال رمضان:
- المسحراتي: خلال شهر رمضان المبارك في فلسطين، يجوب المسحراتي الذي يُسمى أيضًا المسحر الشوارع في المدن والقرى الفلسطينية، ضاربًا طبلهُ من أجل إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور التي تسبق بدء الصيام، وفي كثيرٍ من الأحيان يقوم المسحراتي أثناء إيقاظه للنائمين من أجل السحور بإنشاد الأناشيد الدينية والتهاليل.[٢][٣]
- وجبة السحور: هناك من الفلسطينيين من يتناول وجبة السحور خارج المنزل في الأسواق، وبالنسبة لمن يتناولوها في المنزل فتكون مائدة السحور مكونة من أصناف الحواضر والنواشف؛ فالحواضر هي الأطعمة مثل: الزعت، واللبنة، والزيتون، والجبنة والمقدوس، أما النواشف فهي بقايا الطعام كالخضراوات المقلية، بالإضافة للفتة.[١]
عادات وتقاليد الإفطار في فلسطين
للإفطار في فلسطين عاداتٌ خاصة ترتبط بروحانية الشهر الكريم، والبهجة بقدومه، والتي من أبرزها ما يلي:
- المدفع وزامور الإفطار: يتم إعلان وقت كسر الصيام في بعض المدن الفلسطينية بوسائل تقليدية لها طابعها الرمضاني الخاص؛ ففهي مدينة القدس يتم إعلان هذا الوقت بإطلاق مدفع رمضان، بينما يجري في مدنٍ أخرى مثل مدينة قلقيلية إطلاق زامور الإفطار في المساجد.[٢]
- كسر الصيام: يبدأ كثير من الفلسطينيين إفطارهم بتناول التمر لكسر الصيام.[٢]
- الإفطار الجماعي: يحرص الفلسطينيون على تناول طعام الإفطار دوريًا عند الأقارب والأصدقاء، وتقوم نساء العائلة بإظهار مهاراتهن المٌتقنة في الطبخ من خلال إعداد الأصناف المتنوعة لتقديمها على مائدة الإفطار.[٣][٤]
- جدول الإفطار: من العادات الجميلة الأخرى في فلسطين خلال شهر رمضان قيام النساء بإعداد جدول خاص لوجبات الإفطار طوال أيام الشهر الكريم.[٢]
- تبادل أطباق الطعام: يتبادل الجيران في فلسطين خلال رمضان أطباق طعام الإفطار.[٢]
- موائد الرحمن والتكايا: تُقام موائد الرحمن طوال شهر رمضان في فلسطين، ويقوم بها فاعلو الخير، والجهات الخيرية، كما تُقام أيضًا في رمضان التكايا الخيرية التي تقدم الطعام للمحتاجين وعابري السبيل.[٢][٣]
- زيارة كبير العائلة: يقوم كبير العائلة في أول يومٍ من رمضان في فلسطين بدعوة أبنائه وأسرهم لتناول طعام الإفطار في بيته، ويقوم بزيارة أقاربه بعد الإفطار لتهنئتهم ومنحهم الهدايا بمناسبة شهر رمضان.[٤]
- مائدة الإفطار: تعتبر المائدة الفلسطينية خلال شهر رمضان من أكثر الموائد تنوعًا من ناحية الأصناف، كما أنّ أطباقها تختلف من مكانٍ لآخر؛ ففهي غزة والخليل، تنتشر أكلات المقلوبة، والمسخن، والمفتول، والقدرة الخليلية، والسماقية، بينما ينتشر المسخن، والمنسف في الضفة الغربية، ولا تخلو المائدة الفلسطينية من السلطات والمخللات.[٢][٤]
- طقوس بعد الإفطار:
- تتنوع نشاطات الفلسطينيين بعد الإفطار؛ فكثيرٌ منهم يخرجون بعده للمقاهي من أجل شرب القهوة ولعب طاولة زهر وغيرها من الألعاب التقليدية، أو يتوجهون إلى الحدائق، أو الشوارع، والأماكن العامة.[١]
- من الأمور الأخرى التي تصاحب فترة ما بعد الإفطار في رمضان في فلسطين مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الرمضانية.[١]
عادات وتقاليد فلسطين في العبادة في رمضان
للعبادة مظاهر عديدة في شهر رمضان في فلسطين، وتاليًا أبرز هذه المظاهر:
- تقسيم العمل والعبادة: في فلسطين خلال شهر رمضان، يقوم كثير من الناس بتخصيص وقت النهار للعمل، ووقت الليل للعبادات المختلفة.[٤]
- الصلاة في المسجد: يفضل الناس في فلسطين في شهر رمضان تأدية الصلوات وصلاة التراويح في المسجد، وهناك أشخاصٌ محظوظون يقومون بتأديتها في رمضان في المسجد الأقصى.[١]
- ختم القرآن: يعتبر شهر رمضان شهر القرآن، ويحرص الفلسطينيون خلال شهر رمضان على قراءته لأجل ختمه ولو لمرة واحدة خلال الشهر الفضيل.[١]
عادات وتقاليد فلسطين في الاحتفال في شهر رمضان
من أهم المظاهر الاحتفالية التي يعبر الفلسطينيون من خلالها عن بهجتهم بشهر رمضان الكريم ما يلي:
- تزيين الشوارع والمنازل: يقوم الفلسطينيون بتزيين منازلهم والشوارع بالفوانيس، والزينة، والأعلام، والإضاءة احتفاءً بقدوم الشهر الكريم.[٤][٣]
- استقبال الأطفال لرمضان: ينتظر الأطفال في الليلة التي تسبق بداية رمضان إعلان ثبوت الهلال، وبمجرد الإعلان عنه ينتشرون في الشوارع محتفلين بذلك، وتصدح المساجد بأصوات التكبيرات.[٤][٢]
- درجات الميدنة: يعبر هذا المصطلح عن تشجيع الفلسطينيين لأطفالهم على الصيام بتدرج، بطريقة تشبه "مئذنة المسجد"؛ أي يبدأ الطفل بصيام نصف النهار، ثم يزيد عليه شيئًا فشيئًا حسبما يقدر.[٤]
- إقامة الأسواق: تزدحم الأسواق في فلسطين بعد صلاة التراويح بالمتسوقين الذين يتبضعون لشراء احتياجاتهم الخاصة برمضان.[٤][١]
عادات وتقاليد فلسطين في تحضير حلوى شهر رمضان
تعد الحلويات من الأمور الأساسية في فلسطين خلال شهر رمضان، ومن أبرز أصنافها:
- القطايف: يقبل الفلسطينيون على شراء القطايف في شهر رمضان؛ فهذا الصنف يرتبط بشكل خاص بالشهر الفضيل، ويكثر بيعه في الأسواق الفلسطينية، ومن أشهر أنواع القطايف على المائدة الفلسطينية الرمضانية تلك المحشوة بالفستق الحلبي، والقشدة، والجبنة، والجوز.[٤][٣]
- الحلويات الشرقية: يقبل الفلسطينيون أيضًا على أصناف الحلويات الشرقية الأخرى في شهر رمضان؛ مثل: الكلاج، والزلابية، والحلاوة، والتمرية، والكنافة النابلسية.[٤]
- أصناف حلويات أخرى: من الأصناف الأخرى التي تٌقدم على المائدة الرمضانية في فلسطين: البقلاوة، والكلاج، وحلاوة الجبن، والكعك بالتمر، وبوظة ركب، وشعيبيات.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "RAMADAN IN FALASTEEN (PALESTINE) – THE SMELL OF OLIVES, THE FOOD OF A GENEROUS LAND AND THE TRADITIONS OF ALL PEOPLE", dimasharif, Retrieved 3/3/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Ramadan in Palestine", dailynewsegypt, Retrieved 3/3/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "رمضان فلسطين .. عادات وتقاليد فريدة"، جريدة الوطن القطرية، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "رمضان في فلسطين.. يبدأ من القدس بتقاليد متوارثة"، صحيفة الاتحاد، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.