يتطلع المسلمون حول العالم ويترقبون شهر رمضان الكريم في كل عام والذي يُصادف الشهر التاسع في التقويم الهجري، ويحرص أهل قطر على خلق أجواء مميزة وفريدة مراعية للعادات والتقاليد القطرية في هذه المناسبة الدينية المقدسة، ونذكر في هذا المقال أبرز هذه العادات والتقاليد والتي تشمل جُل ممارسات المجتمع الإسلامي ومظاهره المعتادة في شهر رمضان الكريم.[١]


عادات وتقاليد القطريين في تحضير مائدتي الإفطار والسحور

تعد الطقوس المتعلقة بالمأكولات والمشروبات الرمضانية الأبرز بين العادات والتقاليد التي تقام في شهر رمضان الكريم في الأراضي القطرية، نذكر فيما يلي أشهر الأطباق الرمضانية التقليدية القطرية الموروثة عبر الزمن:[٢]

  • طبق الهريس: ويعد من أطباق الحلويات الرئيسية على الموائد الرمضانية القطرية، وتعد من الأطباق الرمضانية بامتياز والتي تُشكل أساس السفرة القطرية، ويُحضر الهريس من القمح المهروس، والسمن والقرفة المطحونة.[٢]
  • طبق الثريد: ويتصدر هذا الطبق السفر الرمضانية القطرية، ويتكون من الخبز، ومرق اللحم، والخضار، إذ يقطع الخبز ويُسقى بمرق اللحم المطبوخ بداخله أنواعًا متعددة من الخضراوات مثل؛ الكوسا، والباذنجان، والبطاطا، والقرع.[٣]
  • طبق المجبوس: وهو من أشهر وأهم الأطباق القطرية الشعبية التي ورثها القطريون من آبائهم وأجدادهم.[٣]
  • طبق المضروبة: ويعد السمك المملح المكون الرئيسي لهذا الطبق، إذ يتم غسله وسلقه بالماء مع البهارات، ثم يسكب الطحين عليه ويقلب هذا المزيج حتى ينضج ويتماسك، يُضاف إليه فيما بعد أي نوع من أنواع الدهن، ثم يُقدم بأطباق مفرودة.[٤]


عادات وتقاليد القطريين في العبادة

لأهالي قطر ممارسات وعادات يقومون باتباعها في شهر رمضان الكريم فيما يتعلق بأمور العبادة نذكر بعضًا منها فيما يلي:[٥]

  • التطوع والمساعدة: يتلهف القطريون في شهر رمضان المبارك على أعمال الخير؛ كدعم الفقراء والمحتاجين، وكفالة المساكين، وإطعام السائلين، والتصدق، وغيرها من الأعمال الخيرية.[٦]
  • زيادة العبادات: يحرص المسلمون عمومًا على تطهير قلوبهم وأنفسهم من الذنوب في شهر رمضان، إذ يُكثرون من الاستغفار، والصلاة، والعبادة، والذكر، والتسامح.
  • التراويح والدروس الدينية: تقام الدروس الدينية في المساجد القطرية قبل موعد الإفطار وبعد أداء صلاة التراويح، وتكتظ المساجد في جميع أنحاء الأراضي القطرية وفي المساجد الكبيرة خاصة، ويُلقي هذه المحاضرات الدينية خطباء وأئمة مفضلين لدى عامة الشعب القطري.
  • موائد الرحمن: تُقام في دولة قطر هذه الموائد، بهدف إطعام الصائمين الفقراء والمساكين.


عادات وتقاليد القطريين في الاحتفال في شهر رمضان

يحافظ القطريون على عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية التي ورثوها عن أسلافهم وأجدادهم عبر الزمن، ويهتمون بإحيائها لخلق أجواء روحانية في شهر رمضان المبارك، ونتناول في النقاط التالية أشهر العادات المتبعة عند أهل قطر في استقبال شهر رمضان والاحتفال به:[٢]

  • الغبقة: تعد من الوجبات المضافة لوجبتي الإفطار والسحور في شهر رمضان، ويتناولها القطريون بعد الإفطار في منتصف الليل تقريبًا وقبل وجبة السحور، وتمتاز بأطباق مختلفة ومتنوعة، وتُقام الغبقات في أحياء قطر بهدف التجمعات ما بين الأقارب والأصدقاء وعادةً يُشارك فيها الأشخاص المقربون من بعضهم البعض كالعائلات والجيران وأهالي الحي فقط دون أي أفراد آخرين، وتُقام كل يوم أو كل يومين عند فرد من الأفراد يجتمعون فيها لتعزز روابط الوِد والألفة على سفرة واحدة.[٢]
  • صلة الرحم: تعد من أهم العادات التي تقام عند حلول شهر رمضان في قطر، إذ تجتمع العائلات في أيام وليالي رمضان، ويتزاورون فيما بينهم إضافةً لجيرانهم وأصدقائهم، ويتبادلون فيما بينهم الأكلات الرمضانية التقليدية والتراثية.[٣]
  • إطلاق المدفع: ما زال أهل قطر يحافظون على إطلاق المدفع عند الإفطار، ويسمعون صوته عند رفع أذان المغرب حتى هذا الوقت.[٣]
  • ليلة قرنقعوه: يُحيي أهل قطر ليلة نصف شهر رمضان وفي اليوم 14 بطقوس تميزهم عن باقي المجتمعات، إذ يرتدي الأطفال القطريون في هذه الليلة الملابس التقليدية، ويتجولون بعد صلاة العشاء في الأحياء التي يسميها القطريون (بالفرجان) جمع لكلمة فريج أي أهل الحي، ويذهبون إلى منازل الجيران ليعطوهم الحلوى والمكسرات المجهزة بتوزيعات وصرر مٌلفتة وجميلة للأطفال، وتعد هذه العادة من المناسبات الاجتماعية الشعبية الموروثة في قطر.[٣]
  • زيارة سوق واقف: ويعد هذا السوق من أشهر الأسواق الشعبية في مدينة العاصمة القطرية، إذ يكتظ بالمتسوقين الذين يزورنه بغية شراء الملابس التقليدية والحلويات والمكسرات الخاصة بليلة نصف شهر رمضان ليلة قرنقعوه.[٣]
  • الخيم الرمضانية: وهي بمثابة مجالس تخلق أجواءً مرفهة وممتعة وفريدة، وتقدم فيها الضيافة السخية الخاصة بالشعب القطري.[٦]


عادات وتقاليد القطريين في تحضير حلوى شهر رمضان

يُحضر القطريون أطباقًا من الحلوى الشعبية المختلفة خصيصًا في شهر رمضان، نذكر بعضًا منها فيما يلي:[٤][٧]

  • الخبيصة: وهي حلوى شعبية مكونة من الطحين والسكر أو العسل مع ماء الورد، وقد يُستخدم الأرز بدلًا من الطحين في بعض الأوقات ولكن يتم تحميصه وطبخه قبل استخدامه، يتم تحمير الدقيق عادةً، ومن ثم تُضاف المياه والسكر والسمن عليه ويقلب المزيج على النار.
  • الخنفروش: وتعد من أشهر وألذ الحلويات القطرية الشعبية وأكثرها تكلفة، حيث كانت تصنع فقط قديمًا للعريس في صباح زفافه، أو في المناسبات الخاصة، وفي الوقت الحالي أصبحت تتصدر الموائد الرمضانية القطرية.
  • اللقيمات: ويعد هذا الطبق من أشهر الحلويات الرمضانية المتواجدة في الموائد الرمضانية القطرية، تحضر اللقيمات من العجين المختمر بالخميرة والماء، وتعجن بالسمن، والزعفران، والحليب، ويتم تحضيرها أيضًا في الأيام العادية لتفضيلها من قبل المواطنين والسياح على حد سواء.
  • المحلبية: ويتكون طبق الحلوى هذا من الأرز والحليب المنكهين بحبوب الهيل، وأوراق الزعفران، والقرفة، ويمتاز الطبق برائحته النفاذة ونكهته اللذيذة لاحتوائه على المنكهات القوية الأساسية التي تتواجد في أغلب الحلويات القطرية وهي، الزعفران، والهيل، والقرفة.[٣]

المراجع

  1. "شهر رمضان الكريم في قطر"، البنك التجاري ، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "«الغبقة».. تقليد رمضاني عريق احتفظ بروح التراث رمضان في قطر يكتسب مذاقا خاصا"، الوسيل، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "القطريون يحيون تراث الاجداد في رمضان"، وكالة الأنباء الأردنية بترا، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "الهريس والثريد وجبتان رئيسيتان على موائد الإفطار"، الشرق، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2021. بتصرّف.
  5. "القطريون في رمضان جسد واحد وشعور عالمي"، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "قـــطـــــر مخـلـصـة لتقاليدها الرمضانية"، الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  7. "بالصور .. القطريون يفضلون الأكلات الشعبية على موائدهم في رمضان"، العرب، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2021. بتصرّف.