تعد الدبكة الفلسطينية واحدة من أهم رموز التراث الفلسطيني العريق، والذي امتد عبر العصور منذ الكنعانيين وحتى أيامنا الحالية، وهي رقصة شعبية على إيقاع الأغاني الفلكلورية الفلسطينية المستوحاة من التراث الفلسطيني، وبحسب المهتمين بالتراث الفلسطيني، فإن الدبكة الفلسطينية هي بالأساس طقوس كان يمارسها الفلسطينيون في العصور السابقة ومع مرور الزمن تحولت هذه الطقوس إلى رقصات وحركات تعبر عن الأفراح والاحتفالات، ويكاد لا يخلو أي احتفال فلسطيني من الدبكة الفلسطينية، والتي سوف نتناول أهم المعلومات المتعلقة بها خلال هذا المقال.


كيف تبدو الدبكة الفلسطينية؟

تتشابه الدبكة الفلسطينية مع الرقصات الشعبية في الدولة المحيطة بها في بلاد الشام، والتي تكون عبارة عن مجموعة من الأشخاص (غالبًا رجال) يصطفون على شكل حلقة أو نصف حلقة يمسك كلٌ بيد الآخر، ويؤدون حركات بأرجلهم (المشي بنسق محدد والقفز)، ويضربون الأرض بأقدامهم، بالإضافة إلى حركات بالجزء العلوي من الجسم بشكل متناغم (هز الأكتاف)، وعادة ما يكون لهذه المجموعة قائد في أول الصف يحمل بيده الكوفية الفلسطينية، ويلوح بها لضبط إيقاع المجموعة.


عادة ما يرافق الدبكة الفلسطينية آلة نفخ موسيقية وهي المزمار (الشبابة، المجوز، واليرغول)، وكذلك يستخدم الطبل من أجل ضبط إيقاع الدبكة، وتجدر الإشارة إلى أن طريقة أداء الدبكة الفلسطينية تختلف من منطقة إلى أخرى داخل فلسطين، إلا أنها من حيث المضمون واحدة، فقد تنقسم المجموعة إلى مجموعتين أصغر، وتتقابل كلتا المجموعتين لتأدية الدبكة بشكل متزامن، وكذلك قد تتخذ الدبكة الفلسطينية شكل الأداء المنفرد لكل شخص بالمجموعة ثم التجمع بصف واحد.


لمحة عن تاريخ الدبكة الفلسطينية

مما لا شك فيه أن أصل الدبكة الفلسطينية هي الحضارات القديمة التي سكنت أرض فلسطين، والذين يطلق عليهم أيضًا الفلسطينيون، ولكن كان لهذه الحضارات معتقدات وعادات مختلفة عن الوقت الحاضر، ويعتقد بأن أصل الدبكة الفلسطينية كان عبارة عن طقوس يؤديها المزارعون بعد الزراعة لجلب المطر، وجعل البذور تنمو، حيث كان يتجمع الفلاحون، ويقومون بضرب الأرض بأرجلهم وهم ينشدون الأغاني الشعبية، وهناك اعتقاد آخر، أن أصل الدبكة الفلسطينية عبارة عن طقوس عبادة للحضارات الوثنية التي كانت تسكن المنطقة.


أقسام الدبكة الفلسطينية

تنقسم الدبكة الفلسطينية إلى عدة أقسام ومسميات، ونذكر منها ما يلي:

  • الكرادية أو الطيارة: وهو إيقاع سريع من الدبكة الفلسطينية، يتطلب من أعضاء المجموعة التركيز الكبير من أجل تناسق الحركات فيما بينهم، وكذلك تستنزف الكثير من الطاقة، وتحتاج للياقة عالية.
  • الدلعونة: هي بالأساس إيقاع لأغنية يتم أداء الدبكة الفلسطينية على هذا الإيقاع، وهو إيقاع متزن ليس بالسريع أو البطيء، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة دلعونة تستخدم بشكل أساسي في هذه الدبكة، ويضاف لها كلمات تتناسب مع الإيقاع.
  • زريف الطول: هي أيضًا أغنية لها إيقاع مميز عادة ما تستخدم رفقة الدبكة الفلسطينية في الأفراح والأعراس، لما فيها من كلمات مدح.
  • الدحية: هي بالأساس دبكة منتشرة في المجتمعات البدوية في بلاد الشام، وهي جزء من الدبكة الفلسطينية، إلا أنها تختلف عنها بوجود التصفيق بإيقاع محدد (تسحيج) مع إنشاد الأغاني البدوية.