رقصة البارود

تعتبر هذه الرقصة من الرقصات الخاصة بالرجال وفقاً للثقافة الجزائرية، ومن أبرز الفنون الشعبية المعروفة في منطقة جنوب الجزائر، ويتم أداؤها على شكل حلقة يرتدي فيها الراقصون لباساً موحداً، ويتوسطهم مجموعة من العازفين، وهي ترتبط بالمقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي، وتنتشر في محافظة أدرار جنوب غرب البلاد.[١]


ويختلف لباس أفراد الفرقة من منطقة إلى أخرى في الصحراء الجزائرية، وهو يتمثل بالعباءة المطرّزة غالباً، والشاش الذي يُلبس على الرأس، ويحمل كل راقص منها المكحلة في اللهجة الجزائرية وتعني "البندقية"، ويفوق عدد الراقصين عادة 30 شخصاً، وفيها تؤدّى مقاطع غنائية روحية تضم ترديد ابتهالاتٍ ومدائح دينية في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام.[١]


وتؤدى هذه الرقصة في الأفراح والمناسبات، وعادة ما ترافقها ثلاث آلات موسيقية هي: آلة القلاّل، وهي من الآلات الإيقاعية المصنوعة من الجلد والطين، التي يُضرب عليها باليد، وآلة الربّاع، وهي طبل جلديّ متوسط الحجم، وآلة التبقّاي الصغيرة وهي طبل جلدي يقل في حجمه عن الطبلين السابقين، ومن الآلات الثانوية فيها: المزمار المصنوع من الجلد، والقرقابو وهو آلة إيقاعية مصنوعة من المعدن.[١]


رقصة النايلي

وهي رقصة يتم أداؤها وسط الحضور في الأعراس الجزائرية، وفيها تتقدم المرأة لتشارك الرجل في الرقص بعد أن يومئ لها بيده كي تشاركه، ويتم أداء الرقصة عبر رفع يديها وإبقاء رأسها بمستوى أعلى من مستوى كتفيها لتبدي عزتها، مع تتجنب النظر لمن يشاركها في الرقص بسبب حيائها، كما قد تغطي نصف وجهها، وهي تحرك فقط يديها وكتفيها في هدوء ونعومة.[٢]


وفيها ترقص المرأة على إيقاع الموسيقى النايلية كالحمامة وهي ترتدي ملابس بيضاء، وتؤدي حركات انسيابية وخفيفة توحي للمتفرج كأنها ترتفع عن الأرض، وفيها يتخاطب الرجل والمرأة بواسطة الحركات والإيماءات، وأما بالنسبة للرجل فهو يؤدي أثناء الرقصة حركات تشبه حركات الخيل؛ إذ يضرب برجليه على الأرض، ويؤدي حركات متناسقة ومتتالية تماثل حركات ترويض الخيل خلال الحروب، كما أنه يحمل البندقية أو البارودة للتعبير عن اعتزازه بمهاراته القتالية.[٣]


رقصة الرحّابة

تعني كلمة الرحّابة في اللهجة الجزائرية الترحيب في الضيف، وتقوم هذه الرقصة على ضرب الأرجل على الأرض، وفيها يصطف الرجال في صفين متقابلين، يضم كل منهما أربعة رجال، ويضع كل منهم يده في يد من يقف جانبه وتتلاصق الأكتاف، ويقف بين الصفين رجلان يحمل أحدهما بنديرا أو دفّا، أما الآخر فيحمل قصْبة.[٤]


ويرتدي جميع الراقصين ثوباً أبيض وبرانيس سوداء أو بيضاء، وشاشاً لتغطية الرأس، وبمجرّد بدء الغناء يبدأ الرجلان في المنتصف في الضرب على الدف والنفخ في القصبة، بكلمات مختلفة متناسقة باللغة العربية أو الأمازيغية.[٤]


وأثناء الغناء يتحرك الرجال في الصفين بحركة متناسقة دقيقة إلى الأمام والخلف، وفيها يُخيّل لمن ينظر إليهم أن أحد الصفين يدفع الصف الآخر إلى الوراء لكن الحقيقة هي أن الرجال في الصفين لا يتلامسان أبداً.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ""رقصة البارود".. فولكلور يخلد مقاومة الجزائر للاستعمار الفرنسي (تقرير)"، موقع وكالة الاناضول الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  2. "النايلي الجزائري.. رقصة أم عملية عسكرية ناعمة؟"، الجزيرة الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  3. ""النّايْلي".. قصة فريدة لرقصة "الحمامة والمقاتل" في الجزائر (فيديو)"، العين الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "'الرحّابة'.. رقصة 'الرجولة' في أعراس الجزائر"، أصوات مغاربية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.