تستفيق العائلات التونسية في صباح يوم العيد على صوت الأذان؛ وتبدأ العائلات للتجهّز فيخرج الرجال لأداء صلاة العيد، في حين تخرج النساء متجهات نحو المقابر وهن يحملن الحلويات، لزيارة ذويهم ممن فارقوا الحياة، والتصدق عنهم، ثم يَعُدن إلى المنزل فيضعن البخور، ويتزيّن، ويُجهزن ملابس العيد للأطفال، ويُحضرن القهوة والحلويات، وتتعدد العادات والتقاليد في عيد الفطر عند التونسيين؛ حيث توارثت مختلف الأجيال هذه العادات، وحافظوا عليها رغم اختلاف العصور وتطور الحياة.[١]

عادات وتقاليد تونس في عيد الفطر

إعداد المأكولات المتنوعة

تُحضّر العائلات التونسية مختلفة المأكولات في عيد الفطر، وتتميّز كل منطقة في تونس بأطباق فريدة ومختلفة عن غيرها في العيد، فتُعدّ بعض الولايات أكلة الحلالم، والملوخية، في حين تُعد الولايات الواقعة في الشمال الشرقي من تونس العصيدة البيضاء إلى جانب مرق اللحم، أما في الولايات الأخرى مثل صفاقس، فتُعد العائلات أكلة الشرمولة التي تتكون من السمك المملح والبصل والزبيب، ويطهو السكان في ولاية بنزرت الوراطة، والقاروص، والمرجان، وفي مناطق أخرى في البلاد يُطهى الفول والكسكسي في العيد.[١][٢]


فضلاً عن ذلك تُعد الحلويات عنصراً أساسياً عند الاحتفال بعيد الفطر، حيث تعد الكثير من العائلات الحلويات في المنزل، في حين يُفضل آخرون شراءها من المحلات لكسب الوقت، ومن أبرز الحلويات التي يُعدها التونسيون في عيد الفطر هي البسكويت، والصمصة، والغريبة، وكعك العنبر، والمقروض، وبقلاوة الباي، وكعك الورقة، والبقلاوة.[١][٢]


المهبة (العيدية)

تعد المهبة أو العيدية هي مبلغ من المال يُعطى للأطفال في العيد، ويختلف هذا المبلغ بحسب إمكانيات كل عائلة، وينتظر الأطفال العيد بغية الحصول على العيدية بهدف شراء الألعاب والاستمتاع بأجواء العيد.[١][٢]


هزان الموسم

وتتمثل هذه العادة في زيارة الخاطب لخطيبته وعائلتها في العيد، حيث يجلب الخاطب لخطيبته هدية قيّمة، وتكون عادةً قطعة من المجوهرات، أو أداة من أدوات المنزل التي ستحتاجها العروس مستقبلاً في بيتها.[٢]


حق الملح

تُعد هذه العادة من التقاليد التي يُكرم فيها الأزواج زوجاتهنّ؛ حيث إن الزوجة في شهر رمضان المبارك الذي يسبق عيد الفطر تبذل جهوداً كبيرة في تقديم ألذ الأطعمة لعائلتها والعناية بالمنزل، على الرغم من التعب أثناء الصيام، لذا يقوم الزوج عند عودته من صلاة العيد، واحتساء القهوة مع عائلته، بوضع خاتم من الذهب في فنجان القهوة أو مبلغاً من المال هديةً لزوجته، اعترافاً بجميلها، وتعبيراً عن شكره لها، ومن الجدير بالذكر أن تسمية هذا التقليد بـ"حق الملح" جاءت من اضطرار الزوجة إلى تذوق الطعام في شهر رمضان دون ابتلاعه للتأكد من درجة ملوحته.[٣]


بوطبيلة صباح العيد

يُعد بوطبيلة هو طبال السحور؛ أي المسؤول عن إيقاظ أهالي الحي على وقت السحور في شهر رمضان المبارك، وتعد هذه من عادات تونس في رمضان وغيرها من الدول العربية الأخرى، وعلى الرغم من قلة العاملين في هذه المهنة في الوقت الحالي؛ إلا أنها ما زالت حاضرة في بعض المناطق، ويقوم بوطبيلة في صباح يوم العيد بإيقاظ الأهالي، في حين يقوم الأطفال في السير خلفه والنشيد من وراءه فرحين بقدوم العيد، ويُقدم سكان الحي مقابلاً مادياً لبوطبيلة كلٌّ حسب إمكانياته.[٢][٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "عادات وتقاليد متوارثة.. فن صناعة فرحة العيد في تونس"، العين الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج "عيد بنكهة تونسية.. هذه عادات التونسيين للاحتفال بعيد الفطر"، تونس ألترا، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2022. بتصرّف.
  3. "هكذا تكرَّم المرأة يوم العيد.. تعرف على عادة "حق الملح" في تونس"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2022. بتصرّف.
  4. "عيد الفطر في تونس.. عادات وتقاليد متوارثة لاستقباله"، إرم ميديا، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2022. بتصرّف.