ما هو فن الهبوت؟

نبذة عن فن الهبوت

يعتبر فن الهبوت من الفنون العمانية التقليدية المعروفة بشكل كبير في محافظة ظفار وهي من محافظات جنوب سلطنة عمان، وهو من أشهر الرقصات الغنائية، وله العديد من الأنواع، فمثلاً هناك نوع خاص يؤديه أهل محافظة ظفار عند الذهاب لنجدة من يحتاج إلى المساعدة، ويُطلق على هذا النوع اسم "هبوت النجدة"، ولكل هبوت شاعر، وفيه يتبارى الشعراء على تجويد شعرهم، ويكون لشعر الهبوت إيقاع خاص يتكون من خمس نقرات، ويصبح إيقاع الشعر الذي يتغير مع مرور وقت الاحتفال الذي يقام فيه الهبوت، ليصبح أسرع قليلاً في النهاية، ويُطلق عليه حينها اسم "العسير".^[١]

كما أن للهبوت أنواع عدة تختلف باختلاف البيئة الطبيعية والاجتماعية العمانية، وهي: هبوت المدن، وهبوت الريف، وهبوت البادية، وهو من الفنون الحماسية التراثية الخاصة بالرجال.^[٢]

كيفية أداء فن الهبوت

وفي هذا النوع من الفن يصطف المشاركون ضمن صفوف قصيرة مستعرضة ضمن نظام خاص يتقدم فيه كبار السن والشيوخ ثم بقية المشاركين بالتدريج وفقاً للسن والمكانة حتى الانتهاء من تكوين الصفوف بالشباب ويليهم صغار السن، كما يحمل المشاركون الأسلحة المختلفة من السيوف، والبنادق، والخناجر.^[٣]

ويتقدم الصفوف عدد من الشباب الحاملين للسيوف والخناجر ويقفزون في الهواء قفزات خاصة، أثناء تحريك السيوف والخناجر، ويختلف الشعر الذي يتم إلقاؤه في هذا النوع من الفن وفقاً للمناسبة التي يقام فيها، وخاصة مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني المجيد.^[٣]

وعادة ما يكون الهبوت عبارة عن غناء جماعي لا يتم فيه استخدام أي نوع من الآلات الموسيقية، وهو يتكون "الزامل" الذي يكون الغناء فيه بطيئاً إلى حد ما، و"العسير" الذي يلي الزامل، ويكون الغناء فيه خفيفاً وسريعاً، وبعد ذلك يصطف المؤدون على شكل حلقات، وعلى رأس كل حلقة يكون هناك شاعر يبدأ بالمطارحات الشعرية ويكون الغناء مختلفاً بشكل كبير عما هو في نوعي الهبوت السابقين، وهما الزامل والعسير.^[٣]

الشعر المرافق لفن الهبوت

ويجدر بالذكر هنا أن كلمة الهبوت تعني باللهجة الجبالية النشيد أو الأغنية، وهو يعد من فنون المطارحات الشعرية، ويكون كمساجلة شعرية بين شاعرين أو أكثر لمناقشة قضية معينة، وللشعر فيه أغراض كثيرة، منها: الحكمة، والنصح، والمدح، والصلح، والفخر، والتحية، والوساطة، والنجدة والحضور عند الطلب، ولا يقتصر استخدامه على المناسبات فقط، وهو حاضر في كل المناسبات الاجتماعية، والوطنية، والدينية.^[٢]

ويعبر هذا الفن عن حركة الواقع الاجتماعي، ويكون الشاعر فيه هو الناطق بلسان الجماعة في تلك اللحظة، وخصوصاً في أثناء المواجهات الاجتماعية، ووفقاً للعادات هناك عادة ما يكون لكلّ قبيلة شاعر منفرد.^[٢]

الزي المرافق لفن الهبوت

تختلف الأزياء في فن الهبوت عند الرجال وفقاً لاختلاف البيئة، إذ يتميز أهل الجبل والسهل بالزيّ النيلي أو الصبيغة، أما المدن فتتميز باللباس الرسميّ للبلاد، وجميع الراقصين يتّحدون في حمل الخنجر والسلاح على الكتف.^[٢]