تعريف فن التغرود
يعتبر فن التغرود من الموروثات والتقاليد العمانية، وهو يمثل عنصراً من عناصر التراث الثقافي غير المادي، ومن الفنون البدوية التي تعتبر من الألوان الشعبية المتميزة، وتشتهر به العديد من مدن محافظات السلطنة، وغيرها من الدول الخليجية المجاورة كدولة الإمارات العربية المتحدة.[١][٢]
يعبر هذا النوع من الفن عن الغناء على ظهور الجمال وهي تَخُب، ويتم أداؤه من قبل رجل واحد أو مجموعة من الرجال أثناء السفر، أو أثناء الجلوس للسمر، وهو يؤدّى بلهجات مختلفة في البوادي العمانية المنتشرة في المحافظات العمانية الآتية: الباطنة، والشرقية، والظاهرة، والوسطى، وظفار، والداخلية.[٣][١]
وأصل كلمة (تغرود) في اللغة العربية هو الفعل غرّد، والَغَردُ هو التلحين في الصوت والإنشاد، وغَرَّد الإنسان أي رفع صوته وطرب، وهي تُقال كذلك للحمامة والديك.[٣]
أنواع فن التغرود
تغرود البوش
البوش تعني الجِمال، وفي هذا النوع يتم الإنشاد على ظهور الجِمال وهي تخبّ في أول سرعتها بعد المشي، لتمثل حركتها الإيقاع المرافق لترديد أبيات الشعر، فإذا زادت سرعة الركوبة بعد ذلك فإن الراكب لن يستطيع الغناء بسبب صعوبة التقاط نَفَسه وضبطه.[٣]
وفي الماضي كان اتغرود البوش يؤدى من قبل الرجال وهم متجهون في رحلات السفر الطويلة بشكل جماعي ضمن صورة نغمية ثابتة فيها استطالة لحروف المد ضمن نغمة متموجة.[٣]
ومن نماذج تغرود البوش:
لوع مصاعيبها وطوال نجودها
يا ناقتي يا حلوة اليهيال
عو الصبا عني وعنش نيال
والشيب خضب بو ذراعه مال
تغرود الترحال
اتلاحقوا طبيبان لي متلنه
ترابناته قاطعات الهنة
تغرود الخيل
وهو يؤدى عادة لتحميس الخيل أو تحميس راكبها، ويتخلل هذا النوع من الإنشاد صيحات لتنشيط الخيل وزيادة حمايها، كما تزخر شلاّت تغرود الخيل بمعاني الشجاعة والإقدام والشهامة، ونجدة الضعيف.[٣]
أصل فن التغرودة
ظهر شعر التغرودة الغنائي كوسيلة لتسلية الرحالة أثناء انتقالهم في أسفارهم الطويلة في الصحاري الشاسعة، وقد اعتقد حداة الإبل أن هذا النوع يساعد على حث الإبل على السير بهمة، فيتسارع خطاها مع تسارع إيقاع شدو الحادي بشعره وأهازيجه.[٢]
وفي الوقت الحالي شهد فن التغرودة العديد من التطورات ليصبح أكثر تلاؤماً مع العصر فأصبح لا يرتبط بإنشاد أبيات الشعر القصيرة، وإنما كتابتها أو تسجيلها صوتياً لتقديمها في العروض الحية ضمن مختلف الفعاليات والمناسبات.[٢]
يتم إنشاد قصائد التغرودة في الوقت الحالي ضمن جلسات التخييم، والسمر، وفي حفلات الزفاف وسباقات الهجن، وضمن المهرجانات التراثية والوطنية.[٢]
موضوعات فن التغرودة
تكون كلمات فن التغرودة عادة بسيطة ومباشرة دون وجود صور أو مؤثرات بلاغية فيها، ومن وظائف هذا الفن التراثي هي توثيق التاريخ الاجتماعي والثقافي للمنطقة، ويغلب عليه عليه تعبير المنشد عن الحب والمودة للأحباب والأقارب والأصدقاء، وشيخ القبيلة.[٢]
كما استخدم الشعراء التغرودة للتعبير عن آرائهم الاجتماعية وتوضيح الإنجازات التاريخية، وعادةً ما يُستشهد بأبيات شعرية منه في الحديث اليومي.[٢]