تعد القهوة العربية أول ما يقدمه العرب من ضيافة إلى ضيوفهم لما تحمله من رمزية خاصة عند العرب تُشير إلى حسن الضيافة والكرم العربي، وقد اكتسبت عملية صب القهوة العربية وتقديمها الكثير من العادات والتقاليد التي أصبحت من أعراف المجتمع العربي على اختلاف مستوياته الاجتماعية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من تاريخه وحضارته العميقة، نظرًا لكون القهوة العربية حاضرةً في كافة المناسبات الاجتماعية مثل: الأعراس، وبيوت الأجر، وجمعات الصلح، والجاهات، والعزائم، وغيرها من المناسبات، لذلك تشير كل حركة في تقديمها وصبها إلى أمر معين، وفي هذا المقال سندرج أبرز عادات الشعوب العربية في صب القهوة.[١][٢]
عادات وتقاليد العرب في صب القهوة
ندرج فيما يلي أبرز العادات العربية في صب القهوة والتي يقوم بعض العرب باتباعها وتطبيقها:[٢][٣]
- صبة الحشمة: وهي ما تُعرف بصب كمية قليلة من القهوة في الفنجان بحيث لا تزيد كميتها عن ثلث الفنجان، كما يُحظر صب كمية قهوة أكثر من نصف الفنجان لأن باعتقاد العرب أنه إذا زادت الكمية ستكون بمثابة إشارة إلى الضيف ليفهم أنه غير مرحب به ويجب أن يقوم بشرب قهوته ويرحل.
- تقديم الفنجان باليد اليمنى: على صباب القهوة إمساك دلة القهوة باليد اليُسرى والفنجان باليد اليمنى لتقديمه إلى الضيف.
- دق الفنجان بمقدمة الدلة: بحيث يتم إصدار صوت لتنبيه الضيف إلى المبادرة في تقديم القهوة له.
- الانحناء عند تقديم القهوة: يقوم صباب القهوة العربية بالانحناء قليلًا أثناء صب القهوة للضيف بحيث يصبح الفنجان بالقرب من يد الضيف.
- صب القهوة ببطء: يجب أن تصب القهوة ببطء بحيث تشكل القهوة خطًا رفيعًا بين فوهة الدلة والفنجان؛ بهدف إمتاع الضيف بمشاهدته لصب القهوة.
- تقديم القهوة من اليمين إلى اليسار في الجلسات: يقوم العرب بتقديم القهوة في المجالس ابتداءً من جهة اليمين إلى اليسار إذا كان جميع الأفراد من نفس العمر.
- تقديم القهوة للأكبر سنًا أولًا في الجلسات: يقوم العرب بخص الأفراد الأكبر سنًا عند تقديم القهوة ويقومون بصب أول فنجان في الجلسات العادية، وفي جلسات المناسبات يقوم العرب بصب القهوة لكبير الجاهة أو لكبير القبيلة، وإذا كانت كل الجلسة من الوجهاء وكبار السن يتم صب وتقديم القهوة لهم من اليمين إلى اليسار.
- عدم نسيان أي ضيف: يجب أن يمتلك صباب القهوة تركيزًا عاليًا ومهارة مراقبة بديهية حتى لا يترك أي ضيف دون أن يصب له القهوة فهذا الأمر معيب في حقه وحق المضيف، ويجب عليه أن يدور على كل الضيوف ويصب لهم القهوة كما قام بالأمر لأول ضيف.
- تجربة أول فنجان من الدلة من قبل المُضيف: حتى يتذوق المضيف القهوة ويتأكد إذا كان هنالك أي عيب في القهوة ليمتنع عن تقديمها للضيوف حتى يأمر أو يطلب تغييرها أو إعداد غيرها.
- إكرام الضيف بكسر فنجانه بعد الشرب منه: ويُشير هذا السلوك على أنه دليل لإكرام الضيف من قبل المضيف بحيث يقول له أنه لا يمكن ولا يحق لأي ضيف آخر أن يشرب من بعدك، وتُنسب هذه العادة تحديدًا إلى عادات وتقاليد السعودية في الضيافة.
أنواع الفناجين عند العرب
وفيما يلي نذكر أنواع الفناجين التي يصبها العرب، والتي ترمي إلى معانٍ خاصة عند في عادات العرب:[٢][٣]
- فنجان الهيف: وهو الفنجان الذي يتناوله المضيف وقد كان قديمًا يقوم بشربه تأكيدًا للضيف على أن القهوة خالية من السم، ولكنها تُشرب من قبل المضيف في هذا الوقت للتأكد من القهوة جيدة قبل تقديمها.
- فنجان الضيف: وهو الفنجان الأول الذي يُقدم للضيف، والذي يقوم الضيف بشربه في الجلسات العادية، أما في الجلسات الخاصة التي يتم فيها طلب أمر معين من المضيف أو طلب عروس مثلًا لا يشربه حتى يوافق المضيف على طلبه.
- فنجان السيف: ويقوم الضيف بشرب هذا الفنجان من قبل الضيف الذي يريد أن يُخبر المضيف بأنه سيقف معه في حال تعرض لأي عداء أو أذى، والكثير يتركون هذا الفنجان ولا يشربونه لأنه سيترتب عليهم واجبات وأمور عدة قد تكون أكبر من قدراتهم.
المراجع
- ↑ "أصول تقديم القهوة العربية"، يوتيوب، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "عادات تقديم القهوة العربية .. إتيكيت وأصول تناولها وتقديمها | ترامس روز"، ترامس روز، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "عادات صب القهوة وتقديمها"، وزارة الثقافة، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2022. بتصرّف.