كل ما تود معرفته عن الزجل المصري

ما هو الزجل المصري؟

يُعرف فن الزجل بشكل عام بأنه نوع من الفنون الأدبية التي تؤدى بشكل فردي أو جماعي، وهو يغطي عدة مواضيع حول الحب والحياة، والحنين والموت، والسياسة والأحداث اليومية، ويمتاز بسهولة سماعه، ونشر السرور والطرب بين السامعين، وقدرته على التكيّف مع اللغات الشعبية المحكية،^[١]ويعد الزجل بشكل عام من الشعر العامي الذي لا يتقيد بقواعد اللغة من الإعراب وصيغ المفردات،^[٢] ويعد من فنون الأدب الشعبي الغنائية.^[٣]

انتقل فن الزجل من الأندلس إلى دول المغرب العربي، ومنه إلى دول المشرق العربي وبلاد الشام ومنها مصر، حيث شهد الكثير من التطوّر، وكان العرب في الأندلس هم أول من عرف هذا النوع من الشعر، وتمت لديهم كتابة العديد من الدواوين المتعلقة به، وأشهر من اشتهر بشعر الزجل من الأندلسيين هو الشاعر ابن قزمان.^[١]

تشأة الزجل المصري وتاريخه

ممّن اشتهر بالزجل قديماً إضافة إلى ابن قزمان هو أحمد بن الحاج، والأشبيلي وغيرهم وإليهم يُنسب الفضل في وضع أسس الزجل، وبعد سقوط الاندلس، وهجرة الشعراء منها إلى الدول المجاورة، بدأ هذا الفن بالانتشار في دول مصر والمغرب العربي والشام ليظهر الزجل السوري، والزجل المصري وغيرهما.^[٣]

وكانت دولة مصر وفقاً لآراء الكثيرين هي الأرض الخصبة التي ساعدت على ازدهار الزجل، وتطويره، بسبب اهتمام المصريين وحبهم عادة للموسيقى والغناء والطرب، ويُعتقد أن العصر المملوكي شهد بداية ازدهار فن الزجل؛ إذ اهتم السلاطين بهذا النوع ومنهم السلطان قلاوون والسلطان حسن.^[٣]

بدأ الزجل بعد ذلك بالانتقال من قاعات القصور إلى عامة الشعب، وبدأ المصرييون بالإبداع فيه، فظهر العديد من الزجّالين الكبار، وفي العصر الحديث انتشر الزجل بكثرة فى المسرحيات الغنائية، ثم ارتبط بالنقد السياسي، ويعتقد البعض أن الزجل كان في الماضي سبباً من أسباب زيادة بيع الصحف التي ضمّت أبواباً ثابتة ومخصّصة للزجل المعبّر عن حال المصريين.^[٣]

كما كتب الزجالون المصريون زجلاً بلهجات الدول العربية الأخرى،^[٣] وقد قسموا الزجل إلى نوعين اثنين هما: البليقة والقرقية، ويكون في البليقة الزجل المعرب وغير المعرب، ولا تزيد عادة عن خمس حشوات، وقد تم تأسيس البليقة في القرن السابع الميلادي.^[٤]

أشهر شعراء الزجل المصري

ومن أشهر روّاد الزجل المصري القدامى الشاعر الغباري الذي برز في عهد السلطان حسن،^[٢] وابن سودون، وعلاء الدين بن مقاتل، ومن أشهر رواد الزجل المصري الحديث الشاعر محمود بيرم التونسي، وهو شاعر مصري من أصول تونسية، وقد ترك العديد من شعر الزجل، والدواوين، ويونس القاضي، وسعيد عبده، وحسين شفيق المصري.^[٣]

ومن أشهر الزجل المصري المنسوب إلى محمود بيرم ما يأتي:^[٢]

يا شرق فيك جو منوَّر

والفكر ضلام

وفيك حرارة يا خسارة

وبرود أجسام

فيك ربع ميت مليون زلمه

لكن أغنام

لا بالمسيح عرفوا مقامهم

ولا بالإسلام

ومن أشهر أقواله الزجلية أيضاً:^[٢]

شمس الأصيل دهبــت خوص النخيل يا نيل

تحفة ومتصورة فى صفحتك يا جميل

والناي على الشط غنى والقدود بتميل

على هبوب الهوا لما يمر عليل