نبذة عن الزجل السوري

يعتبر الزجل من فنون الشعر الشعبي، وهو يستخدم اللهجة العامية المحكية بين أفراد المجتمع، للحديث عن مختلف تفاصيل حياة الناس وتطلعاتهم، وعن الهموم والأحزان التي يكابدونها عبر استخدام مفردات ومعانٍ تنتمي إلى التراث المحلي في المنطقة، وينتشر الزجل في الريف السوري بشكل كبير مثل ريف حمص حيث يحظى بشعبية واسعة،[١] ومن أهم المعلومات حول الزجل السوري ما يأتي:


أنواع الزجل السوري

للزجل أنواع عديدة مثل: القرادي، والمعنى وهو أحد أهم هذه الأنواع، والقصيد، والمجزم، والمستحيلات، والمخمس المردود، والعتابا، والميجانا، والدلعونا، والهوارة، والحداء، والشروقي، وللزجل كالشعر الفصيح أسلوب وقواعد، وضوابط خاصة تعبّر عن مكنونات الشاعر، وما يدور في خاطره، وكل ما يخطر على البال، وهو يعتبر من الأدب السهل الممتنع المتميز بالبساطة، والذكاء، والعفوية، والإطراب.[١]


ويجدر بالذكر هنا أنه يجب لشاعر الزجل أن يتمتع بشخصية قوية، وبالجرأة والثقة الكافيتين، والحضور، وطلاقة اللسان، والصوت الجميل، والقدرة على لفظ الحروف ومخارجها بطريقة صحيحة، كما أن الارتجال يتطلب وجود روح التحدي خاصة في المناظرات الشعرية التي تصاحبها الموسيقى، إضافة إلى روح الفكاهة.[١]


نشأة الزجل السوري وأصوله

يعتقد الكثيرون من أبناء الريف السوري أن الزجل قد نشأ بالمناطق الريفية السورية، ثم شهد التغيير والتطوير، وخاصة في منطقة القلمون في ريف دمشق، كما أن هناك العديد من المصطلحات التي لا زالت مستخدمة فيه، والتي يعود أصل بعضها إلى الأصول السريانية أو الآرامية كما أن أوزان الزجل تعود في أصولها إلى الألحان السريانية.[١]


وتعود جذور الزجل إلى القرن الثالث الميلادي في سوريا، وقد شهد ازدهاراً كبيراً منذ مئات السنين فيها، وفي بلاد الشام كلبنان، والأردن، وفلسطين بشكل كبير، كما كان هناك ما يُعرف باسم (القيم)، وهو الشخص الذي يحتكم إليه الزجّالون في معارضاتهم، وقد ازدهر بشكل كبير في القرن الأول للهجرة.[٢]


ويجدر بالذكر هنا أن عيارات وزن الزجل اللبناني تختلف عن عيارات وزن الزجل الفلسطيني، وعن عيارات وزن الزجل في ريف دمشق، كما أن عيارات الوزن في ريف دمشق تختلف عن تلك المستخدمة في الساحل السوري.[٣]


نماذج على الزجل السوري

من أبزر الأمثلة على الزجل السوري هي القصيدة المعروفة للشاعر حسان بسطاطي، وهي من نوع زجل الشروقي، ومنها: [٢]

لملم الصيف ومشي ع نغمة تواشيح، تزرف مسابح شتي من جياب مريولو، مناديل غيم البرد ما بلشو تلويح، لولا ما عرفو الشجر شو بدن يقولو.


أما الشاعر سمير هلال فيقول: الشعر يا قوة الجذب الخفية، يا حالة انعدام الوزن فيي، الشعر هو انشطار بحد ذاتو، وهوّي السيطرة عَ الجاذبية.[٢]


وللشاعر روحي طعمة مثال على الزجل يقول فيه: هون كتبوا ناس كتبوا قلوب، شب وصبية وجهها قمحي، لو بالذهب مكتوب يا مكتوب، بيظل أحلى منك الممحيَ.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "لشعر الزجل في الريف السوري مريدوه"، صحيفة العرب، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "الزجل.. شعر عامي مغنّى جذوره سورية"، صحيفة البيان، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2023. بتصرّف.
  3. ""الميزان".. رؤى منهجية في شعر الزجل"، فينيكس دوت نيت، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2023. بتصرّف.