أهم العادات والتقاليد في الجزائر

تقع الجزائر شمال القارة الأفريقية، وهي جزءٌ من منطقة المغرب العربي، ويعد العرب فيها أكثر من ثلاثة أرباع سكانها، وينحدر غالبية الجزائريين من جماعاتٍ أمازيغية خالطت قديمًا العرب من سكان الشرق الأوسط وسكان جنوب أوروبا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (أفريقيا الزنجية)، وقد أثر هذا التنوع والاختلاط على العادات والتقاليد المتبعة في الجزائر إلى حدٍ كبير.^[١]

عادات وتقاليد الزواج في الجزائر

تزخر الجزائر بالكثير من العادات والتقاليد في مناسبات الأفراح،^[٢] والتي من أبرزها:^[٣][٤]

عادات وتقاليد الخطوبة

يُرافق مراسم الخطوبة في المجتمع الجزائري عددٌ من العادات والتقاليد، والتي من أهمها:

• قراءة الفاتحة: يقومُ رجالٌ من كلتا عائلتي العريس والعروس بالاجتماع لقراءة الفاتحة من أجل مباركة الزواج وإعلان نية إقامتهِ، وفي بعض المناطق في الجزائر، يتبع قراءة الفاتحة شرب الحليب وتناول التمر؛ حيث يدل الحليب على الطهر وحسن الحظ، ويدل التمر على الحلاوة.
• زيارة منزل العروس:
•  تتوجه قريبات العريس ونساء عائلتهِ إلى منزل العروس للقاء عائلتها بشكلٍ رسمي، ويرتدين في هذه الزيارة ملابس مطرزةً بالحرير، ويحملن معهن كعك اللوز والعسل.
• تطلق النساء الزغاريد عند دخول العروس عليهن لتحيتها، وتُعلن والدة العريس الخطوبة رسميًا بإلباس العروس خاتمًا.
• يتم منح العروس هدايا خاصة، تضم مجوهراتٍ تقليدية وأزياء مطرزة، وتقوم بعدها عائلة العروس بتقديم حلوى اللوز والمكسرات المُنكهة بماء الورد والحليب والليمون.
• اختتام الخطوبة: وفي نهاية المراسم، تقوم النساء باختتام الخطوبة بصلاة جماعية على النبي محمد؛ لمباركة الارتباط المرتقب بين العائلتين.

عادات وتقاليد الحنة

تَحظى مراسم الحنة بأهمية كبيرة في تقاليد الزواج في الجزائر، ومن أهم الطقوس التي تجري فيها:

• هدايا العروس:
• قبيل موعد الزفاف، يتم إجراء مراسم الحنة لكل من العريس والعروس بطرقٍ مختلفة؛ حيث تقوم نساء عائلة العريس بزيارة منزل العروس بعد ظهيرة يوم الحنة، حاملاتٍ معهن عددًا من الملابس التقليدية والمجوهرات للعروس.
• قد يحضرن معهن هدايا أخرى كالسميد واللحم وزيت الزيتون والخضروات، ويتم التفاخر بالهدايا أمام الضيوف.
• من بين الأشياء الأخرى التي تجلبها نساء عائلة العريس للعروس سلة تحتوي على شموع وحنة وبيض وسكر، بالإضافة إلى وسادة صغيرة لتضع العروس يدها عليها بعد وضع الحنة.
• مراسم وضع الحنة:
• تقوم والدة العريس بطحن الحنة ومزجها بماء الورد ووضعها على راحة يد العروس، وترمز الحنة إلى الخصوبة وإبعاد الحظ السيئ.
• بعد الانتهاء من ذلك، تقوم والدة العريس بالتباهي أمام الحاضرين بالمجوهرات والهدايا التي أحضرتها لكنتها، كدلالةٍ على الاحترام والكرم اللذين يعدان من أهم ميزات المجتمع الجزائري.
• تقوم والدة العريس في بعض مناطق الجزائر بوضع عملة ذهبية على الحنة في يد العروس، ثمّ تقوم بإلباسها عقدًا مصنوعًا من الذهب والأحجار الكريمة على جبينها يُسمى "خيط الروح".
• حنة العريس:
• أما بالنسبة لمراسم الحنة الخاصة بالعريس؛ فيتم إجراؤها في بيتهِ بحضور الأهل والأصدقاء.
• تقوم والدة العريس بتجهيز طاولة خاصة لمراسم الحنة لابنها، وتضع عليها ماء، ودقيق القمح القاسي، وبيضًا طازجًا، ولوزًا، إلى جانبِ طبقٍ خاص يضع عليه الضيوف المال للعريس.
• يلي تجهيز طاولة الحنة للعريس قيام الأم بإشعال الشموع ووضعها بجانب الطحين والبيض؛ كدلالةٍ على ذرية ابنها، ثمّ تقوم بوضع الحنة في يد ابنها.

عادات وتقاليد العرس

يعتبر حفل الزفاف الحدث الأهم، ويتبعُ في الجزائر بعدد من العادات والتقاليد، التي من أبرزها:

• ملابس العروس:
• تعتبر الملابس جزءًا مهمًا من مراسم حفل الزفاف، الذي قد ترتدي العروس خلالهُ من 7 إلى 8 أزياء مختلفة في بعض مناطق الجزائر.
• يعتبر "قندورة الفرقاني" واحدًا من أجمل الثياب التقليدية التي تتزين بها العروس الجزائرية في بعض المناطق، ويتميز بكونهِ مطرزًا بخيوط الذهب.
• مغادرة العروس:
• في بعض المناطق، عند مغادرة العروس منزل أهلها إلى منزل الزوجية، تقوم بكسر بيضة بقدمها؛ كفأل خيرٍ لزواجٍ مبارك.
• هناك عادات أخرى قد تقوم بها العروس عند مغادرتها، مثل رمي السكر فوق الحاضرين؛ من أجل مستقبلٍ حلو.
• وصول العروس:
• عند وصول العروس لمنزلها الجديد، هناك عائلات تقوم بوضع قطعة سكر في فم العروس، وعليها أنّ تُبقيها في فمها حتى المرور من عتبة المنزل.
• بعد ذلك، تقوم والدة العريس بجعل العروس تشرب الحليب أو الماء، وتعطيها حفنة من الحلوى والسكاكر لرميها خلفها.
• كما تقوم أم العريس أيضًا تبعًا لتقاليد أخرى في بعض المناطق بإعطاء عروس ابنها مفتاحًا؛ ليفتح الله لها أبواب الخير.

معلومات أخرى عن عادات وتقاليد الزواج في الجزائر

من أهمها:

• استقبال العروس: من بعض العادات الجزائرية الخاصة بالزواج أن تقوم شقيقات العروس وقريباتهُ المتزوجات حديثًا بالترحيب بالعروس وهنّ يرتدين الملابس التقليدية.
• كلفة الزواج:
• تعتبر أعراس مدينة تلمسان الجزائرية الأكثر كلفةً، وقد تصل قيمتها لنصف مليون دينار جزائري (4000 دولار تقريبًا)، ويقدم العريس لعروسهِ مجوهرات قد تصل قيمتها إلى مائة ألف دينار جزائري (800 دولار تقريبًا).
• يعتبر كثير من الجزائريين أنّ إنفاق الكثير من المال على الزواج يزيد العائلة فخرًا.
• شروط الزواج:
• تسمح كثيرٌ من العادات والتقاليد بالجزائر للرجل والمرأة الزواج بمن يشاؤون؛ بشرط موافقة العائلة.
• لكن هناك بعض المدن المحافظة في الجزائر تفرض الزواج من أولاد العمومة أو الأقارب أو شخص من نفس القرية.

عادات وتقاليد الطعام في الجزائر

يزخر المطبخ الجزائري بالعديد من الأطعمة التقليدية، كما أنّ في الجزائر أيضًا عادات خاصة لتناول الطعام، سواء قبل تناولهِ أو أثناء ذلك، وحتى تلبية الدعوة لتناولهِ من قبل أحد المضيفين، والتي من أهمها:^[٥][٦]

عادات وتقاليد تلبية الدعوة لتناول الطعام في الجزائر

من أهمها:

• عادات عند الوصول: عند تلبية دعوة الطعام في منزلٍ جزائري، يجب خلع الحذاء عند الباب قبل دخولهِ، كما يجب تحية الأشخاص الأكبر سنًا أولاً، ومن ثمّ تحية الآخرين كل على حدة.
• مساعدة المضيفين: تتناول النساء الطعام عادةً في مكانٍ منفصلٍ عن الرجال، ويُعتبر من حسن الأخلاق أن تساعد المرأة الضيفة مُضيفتها في إعداد الطعام وتنظيف المائدة بعد الانتهاء منه.
• غسل اليدين: قبل تقديم الطعام، يقوم أحد المُضيفين بتمرير وعاءٍ من الماء المعطر على الضيوف ليغسلوا أيديهم قبل البدء بتناولهِ.

عادات وتقاليد تناول الطعام في الجزائر

من أهمها:

• طاولة الطعام: يتناول كثير من الجزائريين الطعام على الأرض غالبًا، وعلى طاولةٍ قصيرة تُسمى "طبلة" أو "ميدا".
• الأكل باليمين:
• لا تُستخدم اليد اليسرى في تناول الطعام، ويكون الأكل باليد اليُمنى باستخدام الأصابع الإبهام والسبابة والوسطى، ويعتبر الأكل بواسطة أربع أو خمس أصابع من أشكال الشره.
• استخدام اليد اليسرى ليس ممنوعًا فقط في تناول الطعام على المائدة؛ إذ لا يجب استخدامها أيضًا لتمرير الأطباق للآخرين على الطاولة.
• احترام النعمة: إنّ من عادات وتقاليد الطعام الأخرى في الجزائر تقدير وقبول ما يتم تقديمهُ وعدم الاعتراض عليه، وتجنب التصرفات غير اللائقة، كتناول الطعام بسرعة والتجشؤ وعدم استخدام المنديل.

عادات وتقاليد الملابس في الجزائر

تأثرت عادات وتقاليد اللباس في الجزائر بعدة عوامل، من أهمها التأثيرات الشرق أوسطية والأوروبية والأفريقية، التي أنتجت أزياء ذات طابعٍ مميز لكلٍ من الرجال والنساء، كما أنّ هناك مناسبات خاصة تستوجب التقيد بعادات معينة بخصوص الملابس، ومن أهمها:

عادات وتقاليد الملابس في العزاء

نذكر منها:^[٧]

• ملابس الحداد:
• على عكس بعض الثقافات الأخرى في العالم، لا يوجد في الجزائر شكلٌ محدد من الملابس لارتدائها عند حضور العزاء، مثل وجوب ارتداء اللون الأسود أو البدل الأنيقة.
• لكن هذا لا ينفي ضرورة الالتزام بعدة ضوابط، كتجنب ارتداء السراويل القصيرة والملابس المكشوفة وذات الألوان الفاقعة.
• تغطية الرأس:
• تقوم العديد من النساء في أوقات العزاء بتغطية رؤوسهن، حتى وإن كنّ لا يرتدين الحجاب في الأيام العادية.
• يعتبر هذا التصرف دلالةً على الاحترام وتقدير الحالة التي تمر فيها عائلة المتوفى.

عادات وتقاليد الملابس في الأفراح

من أهمها:^[٨][٩]

• الملابس التقليدية: على عكس الرجال الذين يرتدي كثيرٌ منهم البدل الأنيقة ذات الطابع الأوروبي، فإن النساء كثيرًا ما يرتدين ملابس تقليدية في الأفراح.
• لباس الشدة: يُسمى اللباس التقليدي الجزائري الذي ترتديهِ النساء في المناسبات عادةً "الشّدة"، وهو ثوب مخملي أو ذهبي مكون من عدة طبقاتٍ من القطع، ومزين بالعقود واللؤلؤ.

معلومات أخرى عن عادات وتقاليد الملابس في الجزائر

نذكر منها:^[١٠][١١]

• القندورة: تعتبر "القندورة" من الأزياء التقليدية في الجزائر، وتتكون من عباءة بيضاء من الصوف وقميص قطني طويل.
• ملابس الحرير: تُصنع الملابس التقليدية للنساء من الحرير، وتغطيهن من الرأس حتى القدم، ويتم ارتداؤها تحت سراويل فضفاضة يصل طولها إلى الكاحل.
• أزياء تقليدية: من الأمثلة على أشهر الأزياء التقليدية في الجزائر: الملحفة الشاوية، والحايك، والبرنوس، والكاراكو.

عادات وتقاليد أخرى في الجزائر

من الأمثلة عليها:^[١٢][١٣]

الاحتفالات

من أهم الاحتفالات التي يحرص الجزائريون على الاحتفال بها كجزءٍ من عاداتهم وثقافتهم:

• المولد النبوي الشريف: يبقى الناس في ليلة المولد النبوي مستيقظين حتى مطلع الفجر، ويمضون الليلة في المساجد والبيوت بمديح الرسول.
• مهرجان معروف سيد أحمد الرقيبي: يعد الاحتفال به من التقاليد الموروثة في الجزائر، ويستمر الاحتفال لمدة أسبوع، ويتم خلاله نحر الإبل وتقديم الطعام للناس، وتقديم الاستعراضات الفلكلورية.
• موسم سيدي محمد المختار: الذي يقام في 10 أكتوبر من كل سنة.

الهدايا

من أهم عادات تبادل الهدايا في الجزائر:

• طريقة تقديم الهدايا: يتم منح الهدايا لأصحابها باليد اليمنى أو كلتا اليدين.
• هدايا شائعة: من بين أكثر الهدايا الشائعة التي يتم تبادلها المعجنات والفاكهة والزهور.
• رمزية الهدايا: تعتبر الورود أو الزنبق من الهدايا المفضلة ذات الطابع الحسن، في حين ترمز زهور البنفسج للحزن.
• فتح الهدايا: ليس من ضمن العادات فتح الهدايا في لحظة استلامها.