نبذة عن الزجل اللبناني

يعتبر الزجل اللبناني من الفنون الشعبية التراثية المنتشرة في دولة لبنان، وهو يعتمد على الشعر المنطوق أو المؤلف والمغنى بإيقاع موسيقي خاص، وهو يُعدّ من أشكال الفنون الشعبية القديمة التي ما زالت تحظى بشعبية كبيرة في لبنان، ويعتبر جزءًا مهمًا من التراث الثقافي اللبناني ويساهم في تعزيز الهوية الثقافية للبلاد والحفاظ على التراث الشعبي الغني والمتنوع في لبنان.[١]


ويعد الزجل اللبناني فنًا شفهيًا يتم تناقله عن طريق الشعراء والمغنين والفنانين المحترفين والهواة، وتعتبر المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمهرجانات والمناسبات الثقافية فرصًا مهمة لأداء الزجل اللبناني ونقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل.[٢]


وقد أدرج الزجل اللبناني الذي يعتبر نوعاً من الشعر الشعبي العامي المغنّى على قائمة التراث البشري غير المادي لمنظمة اليونسكو، بحسب ما أعلنته المنظمة، بسبب اتصافه بتعزيز التماسك الاجتماعي، وتميزه بالهوية الثقافية.[١]


ويجدر بالذكر هنا أن الزجل ينتشر بشكلٍ كبير في لبنان، وشمال فلسطين، وشمال الأردن، وغرب سوريا.[٣]


مميزات وخصائص الزجل اللبناني

يتميز الزجل اللبناني بأسلوبه الشفاف والعفوي، حيث يعبر عن المشاعر والأحاسيس الإنسانية بطريقة بسيطة وصادقة، وهو يتناول مواضيع متنوعة مثل الحب والغرام، والطبيعة والجمال، والمناسبات الاجتماعية والثقافية، والقضايا الاجتماعية والسياسية.[٢]


كما يتميز بالألحان والإيقاعات التي ترافق الشعر المنطوق، وفيه تُستخدم العديد من الآلات الموسيقية التقليدية مثل العود والدربكة، والطبل لإضفاء جو من الحماسة والمرح على الأداء.[٢]


ويعد شعر الزجل من روائع الكلام التي يتقبلها معظم الأفراد، لحلاوة كلماته وشفافيته، وعادة ما يتميز الزجّال بسرعة بداهته، والقوة القدرة على الارتجال والتعبير، وعادة ما يتناول الزجل مواضيع الأمجاد والوطن، والطبيعة والجمال، وغيرها من مواضيع الحياة المختلفة.[٢]


أصل الزجل اللبناني

يعود أصل الزجل بشكل عام إلى العصر الجاهلي، وقد بدأ تدوين الزجل في القرن الخامس أو السادس على يد الشاعر ابن قزمان، ليشتهر الزجل بعد ذلك ويصل إلى كافة بلاد المشرق العربي، وقد ذكره ابن خلدون في مقدمته.[٣]


ثم شاع زجل ابن قزمان وأحب الناس هذا النوع من الفن، وبسبب سهولته، والسرور الذي يبثه في قلوب السامعين، وقدرته على التفاعل مع اللغات الشعبية المحكية، انتقل هذا الفن من الأندلس إلى المغرب العربي، ومنه إلى المشرق العربي، وبلاد الشام؛ حيث شهد العديد من التطور في أنواعه.[٣]


ثم دخلت اللغات المحلية لكل بلد فيه، وعكس الثقافات المحلية الشعبية السائدة، ثم أصبح لكل بلد زجالوه، وظهر الزجل المغربي، والتونسي، والخليجي المعروف بالنبَطي، والمصري، والزجل السوري، وغيره.[٣]


وقد أدخل عليه سكان جبل لبنان عدداً كبيراً من ألوان الشعر الشعبي، وتُشير بعض الأقوال إلى أنهم أول كانوا أول من أطلق اسم "الزجل" على شعرهم العامي.[٣]


وقد كانت بدايات الزجل المكتوب في لبنان في القرن الثاني عشر للميلاد، وذلك عندما نشر سليمان الأشلوحي قصيدته عن نكبة طرابلس، في عام 1228، ويقول فيها:[٢]


يا حزن قلبي، وما يخلّي من أحزاني

والقلب من الحزن شاعل بنيراني..


وفي الوقت الحالي لا يزال الزجل حاضراً في لبنان، إلا أن معظم جمهوره محصور بالقرى والأرياف.[٣]


أمثلة على الزجل اللبناني وأشهر الزجالين


من أشهر الأمثلة على الزجل اللبناني ما يأتي:[٢]


دقت على صدري وقالتلي: افتحو

تشوف قلبي ان كان بعدو مطرحو

وِانْ صَحّ ظني وشِفتلو عندك رفاقْ

بِسترجعو وما بْعود خلِّيك تلمحو


وأيضاً:[٢]

تبسَّمتْ لْلمَيْ منها لْحالْها

قرَّبتْ حتى شوفْ شو فيه قْبالْها

تاري السَّمك بالمَيّ بيحبّ الحلو

وتْجمَّعو السَّمْكات حول خْيالها


وقد ظهر العديد من الزجالين على مر الزمان في لبنان: مثل جبرائيل القلاعي (1450- 1516)، وقد كتب أكثر من 25 مطوَّلة، متنوعة المواضيع، وفي منتصف القرن الثامن عشر، ظهرت العديد من أسماء كتاب الزجل، مثل وردة الترك (1797 - 1874)، ، ويوسف الحاج متى المعلوف (1835)، ومنصور شاهين الغريّب (1848 - 1920)، وغيرهم الكثير.[٢]






المراجع

  1. ^ أ ب "الزجل اللبناني على قائمة اليونسكو للتراث البشري"، موقع العربية الإخباري، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "الزجل اللبناني إلى ذاكرة العالم"، موقع وزارة الدفاع اللبناني، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "ليس لبنانياً بل أندلسي وقد يعود إلى الجاهلية.. ماذا تعرف عن “الزجل”، الشعر الارتجالي على شكل مناظرة؟"، عربي بوست، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2023. بتصرّف.