عادات الزواج في وادي ميزاب
تتميز حفلات الزفاف في تلك المنطقة بالبساطة؛ فلا توجد فيها مظاهر صاخبة من غناء ورقص أثناء حفل الزفاف الذي يُقام عادة في بيت العروس، ويحضره عدد محدود جداً من النساء من الأقارب المقربين من العائلة.[١]
والزواج فيها يكون عادة بين العائلات من العشيرة ذاتها، وفيه يتم تزيين العروس من قبل السيدات المتخصصات بالتزيين والمعروفات محلياً باسم (التية) بدلاً من صالونات التجميل.[١]
ترتدي العروس في يوم الزفاف رداءّ مصنوعاً من حرفيات المنطقة يُعرف باسم (تيملحفت) ويتميز بالألوان المزركشة وأغلبها من اللونين الأخضر والأصفر، كما توجد فيه أشكال هندسية صغيرة، وتضع العروس في الزفاف القليل من الحلي الذهبية (سرّمية) المقدمة من العريس، كما تضع الخلخال الفضي في ساقيها كرمز للنقاء والصفاء.[١]
وفي يوم العرس تُقام مائدة للضيوف من قبل العريس، الطبق الرئيسي فيها هو طبق (العادة)، ويتكون من الكسكسي المدهون بالسمن المحلي، والمخلوط بالزبيب، والمزيّن بالبيض المسلوق.[١]
يرتدي العريس في يوم عرسه البدلة المكونة من سروال (الدوّالة) مدور الشكل من الأعلى، ويأخذ شكل السروال العصري من الأسفل، وتعلوه (كشكشات) رفيعة على مستوى الخصر، كما يرتدي ما يُعرف باسم (الأحولي) وهو رداء مصنوع من قطن أبيض اللون، ويضع (العقال) المصنوع من الحرير فوق رأسه.[١]
أما إحياء الحفل فيكون عبر قرع الطبول، والبندير وغناء بعض الأغنيات الخاصة من قبل الشباب الهواة، دون وجود اختلاط بين الرجال والنساء.[١]
القيم والعادات الإسلامية عند أهالي وادي ميزاب
يتميز أهل هذا الوادي بالحفاظ على القيم والعادات الإسلامية، والأصيلة، كما أن المنازل فيه تتميز بقربها من بعضها البعض، وهي تحاكي في تصميمها مبدأ تساوي الحياة الاجتماعية.[٢]
تُعرف نساء ذلك الوادي بالحشمة، والالتزام بلبس (الحايك)، وهو عبارة عن قطعة كبيرة من القماش تلفها المرأة حول كامل جسمها ورأسها ووجهها، ولا يمكن لها إلا بكشف عين واحدة فقط حتى تتمكن من رؤية الطريق، وقد يُسمح للفتاة غير المتزوجة بإظهار الوجه، إلا أن إخفاءه واجب عليها بعد الزواج.[٢]
وعادة ما تحاول المرأة هناك تغيير طريقها في حال التقائها مع أحد الرجال.[٢]
اللباس التقليدي للرجال في المنطقة
تعد (القندورة) اللباس الرجالي التقلديي هناك، كما يلف الجرال حول رؤوسهم قطعة قماش معروفة باسم (الشاش) حول قبعة بيضاء تُعرف باسم (الشاشية) ذات اللون الأبيض.[٣]
عادات وادي ميزاب في شهر رمضان المبارك
من العادت المعروفة هناك هي أنه وقبل حلول شهر رمضان يحضّر أهل الصبي أو البنت ممن وجب عليهم الصيام لأول مرة كمية من "الزيريزا"، وهي عبارة عن خليط من القمح المقلي، والسمن، واللبن المجفف، والتمر، وتشكل على شكل كرات عددها هو 30 قطعة، توضع في قدح فخاري يُعرف باسم (أقدوح) ليتناول الطفل واحدة منها في الإفطار طيلة شهر رمضان.[٤]
يستعد الناس لدخول رمضان في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان عبر تنظيف البيوت والاغتسال، وتحضير الصغار نفسياً للصيام، كما يتم تحضير طبق "الشخشوخا" وهي عبارة عن رقائق من الخيز المحلي والتمر، أو اللحم والخضار، ثم يتم ليلاً رصد الهلال من سطح المسجد الكبير.[٤]
وفي حال مشاهدة الهلال يتم إطلاق ضربات من البارود بعد أذان المغرب لإعلان دخول شهر الصيام، كما تُقرع الأواني الحديدية من قبل الصغار في الشوارع، أثناء ترديد "يور إبد أشَّ دلعيد رمضان"؛ أي: لقد ظهر الهلال، غداً هو بداية شهر رمضان، قبل إقامة صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة في المساجد.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "تقاليد خاصة تميّز أعراس بني ميزاب"، موقع جزايرس الإخباري، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "هل زرت وادي ميزاب في الجزائر من قبل؟.. شاهد أبرز معالمه"، موقع حفريات الإخباري، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2022. بتصرّف.
- ↑ "غرداية: اللباس التقليدي ... رمز لأناقة متوارثة"، وكالة الأنباء الجزائرية، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "عادات وتقاليد مزاب في رمضان"، مؤسسة نهج الفلاح، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2022. بتصرّف.