كيفية أداء رقصة رقيص العروس السودانية

من العادات المعروفة وفقاً للعادات والتقاليد السودانية القديمة خلال حفل الزواج ما يُعرف برقصة "رقيص العروس"، والتي تقدم خلالها العروس رقصة خاصة أمام زوجها وجميع الحضور من الأهل والأصدقاء عند نهاية مراسم الزواج، وهذه العادة تعود في أصلها إلى مملكة كوش حيث كان يُطلق عليها اسم رقصة إله الخصوبة، وفيها يتشارك الزوجان الرجل والمرأة في الرقص، وهي ترمز إلى الصراع الأزلي بين الرجال والنساء.[١]


في هذه الرقصة ترقص العروس بصحبة زوجها أمام الحضور على أنغام آلة الدلوكة التي تُخرج أصواتًا تماثل صوت الطبول، وتكون الرقصة مصحوبة ببعض الأغاني التي ترددها النساء معاً بصوت جماعي، وخلالها تحاول العروس بأكبر قدر ممكن على إظهار مفاتنها، كما ترتدي ملابس مناسبة لهذا النوع من الرقص،[١] والتي تتمثل غالباً بفستان أحمر قصير، والحجل، والزمام، كما تتزين بالحناء.


ويجدر بالذكر هنا أن العروس السودانية تقضي الكثير من الوقت في التدرب على هذه الرقصة من قبل النساء ذوات الخبرة، وبشكل مكثف ولفترة طويلة قبل أدائها في يوم الزفاف، حتى تجيد أداء حركات الرقصة بشكل كامل أمام الحضور.[٢]


نشأة عادة رقصة الرقيص السوادنية

وفقاً للباحث النفسي ورئيس قسم علم النفس في جامعة أفريقيا العالمية في السودان نصر الدين الدومة، إن عادة ترقيص العروس بدأت أولاً في مناطق الريف والأقاليم السودانية، ثم انتقلت بشكل تدريجي إلى المناطق الحضرية مثل العاصمة الخرطوم، وهي تعتبر حالياً من العادات المهددة بالزوال، بسبب تغير العادات المجتمعية، ووجود بعض التأثيرات للعادات الجديدة على مراسم الأعراس السودانية خاصة لدى الطبقات الأكثر ثراء في المجتمع.[٢]


وحالياً تنتشر الرقصة في المناطق الريفية فقط، وبحضور النساء فقط، كما يُمنع فيها التصوير منعاً لانتشار صور العروس على مواقع التواصل الاجتماعي.[٢]


الغرض من وراء أداء رقصة رقيص العروس السودانية

تعتبر عادة أداء رقصة رقيص العروس أمام الحضور من العادات المعروفة والمرتبطة بحفل الزواج السوداني، والغرض الأساسي من هذه الرقصة خاصة عند الكبيرات في السن من أهل العريس أو العروس من الحاضرين لحفل الزفاف، هو إثبات سلامة العروسة وخلوّها من العيوب، إضافة إلى استعراض جمالها ومفاتنها، وما تلبسه من الهدايا المقدمة لها من العريس من حلي وأقمشة وغيرها.[١]

 

كما أن البعض يرى أن الهدف من وراء أداء هذه الرقصة هو التعبير عن الفرح فقط، وكسر الحواجز بين العروسين، والأسرتين.[٢]


وبشكل عام تعتبر هذه الرقصة من الأمور المثيرة للجدل في المجتمع السوداني، بسبب اعتقاد البعض بأن هذا النوع من الرقص يخالف المعتقدات الدينية المتمثلة بضرورة تجنب إظهار مفاتن المرأة ومحاسنها أمام الرجال، تجنّباً للفتنة، كما أن وجود الهواتف الخلوية حالياً ساهم بشكل كبير بانتشار صور وفيديوهات للرقص، وهو الأمر الذي قد لا يتقبله الكثير من أفراد المجتمع هناك.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ""رقيص العروس".. عادة لا بد أن تفعلها العروس "السودانية" أمام أصدقاء زوجها لإثبات سلامتها"، موقع دنيا الوطن الإخباري، اطّلع عليه بتاريخ 3/4/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "حاضرة في غالبية الزيجات.. رقصة سودانية تظهر مفاتن جسد العروس"، صحيفة الراكوبة السودانية، اطّلع عليه بتاريخ 3/4/2023. بتصرّف.
  3. "ظاهرة رقيص العروس.. كاميرات الهواتف تتربَّص!"، موقع هاش السودان الإخباري، اطّلع عليه بتاريخ 3/4/2023. بتصرّف.