عادات وتقاليد وادي سوف في الأعراس

تقع مدينة وادي سوف في جنوب شرق دولة الجزائر في منتصف الصحراء الكبرى، وهي تمثل العاصمة لمحافظة الوادي، وجزءاً من الصحراء الشماليّة الشرقيّة، وتبعد المدينة عن عاصمة الجزائر مسافة 630 كم،[١] ومن أهم المعلومات المتعلقة بعادات وتقاليد الأعراس في منطقة وادي سوف الجزائرية ما يأتي:


اختيار الزوجة والخطوبة

عادة ما يتم اختيار الزوجة من خلال أحد الأعراس المقامة في المدينة، إذ يجتمع فيه الفتيات والفتيان العزب، وتؤدي الفتيات رقصة النخ،[٢] التي تصطف فيها الفتيات غير المتزوجات، والمتزينات بالحلي، واللباس التقليدي، وأثناء تلك الرقصة فإنهن يجلسن على ركبهن، ويطلقن شعورهن، ويبدأن في تحريك رؤوسهن يمنة ويُسرى، وإلى الأمام والخلف، أثناء دق الشباب العزب المصطفين أمامهنّ على الطبلة.[٣]


وأثناء ذلك يمكن للشباب الاختيار من بين الفتيات الموجودات، ويمكن له لتوضيح إعجابه بها عبر القيام بحركة معينة تدل على ذلك، مثل رشها بالعطر، أو رمي منديل عليها، وذلك يُشير إلى أنه يرغب بخطبتها، وبعد ذلك يتوجه أهل الشاب لخطبة الفتاة رسمياً، وبعد القبول تتتم مراسم الخطوبة، ويبدأ التحضير لحفل الزفاف.[٢]


عادة القفة

يسبق الزواج عادة تُعرف باسم "القفة"؛ أي الهدية، وهي عبارة عن مجموعة من الملابس والأكل واللحم التي يرسلها العريس إلى بيت العروس لإعلان خطبتهم بشكل رسمي، ويجب على العروس لبس تلك الملابس، وتخضيب يديها بالحناء، وبعد ذلك يتم الاتفاق على يوم العرس الذي يكون عادة في فصل الخريف، وتبدأ الإعدادات والتحضيرات له.[٢]


التحضير للعرس

ويتم التحضير له من خلال شراء القمح وتجهيزه عبر تنقيته وطحنه، وإعداد الكسكسي، وشراء اللحم والكابو، والشاي والسكر، ولباس العروسين، ويتم ذلك كله على يد أم العريس، وهناك عادة تُعرف باسم "البيتات" ويتم فيها تزيين البيت بالأواني والصحون، وعراجين من مختلف أنواع التمور، وحزم النعناع.[٢]


الاحتفال بالزواج

العطرية وحفلة الحناء

قبل أسبوع من موعد العرس يمتلئ منزل العريس بالأقارب ويقوم الرجال بالغناء "بالرحبة" ليلاً، بينما تحتفل النساء نهاراً، وقبل يوم الدخلة بيوم يتم نقل "العطرية" وهي المتاع الذي يحمله أهل العريس إلى بيت العروس على مجموعة النساء القريبات من العريس، وتضم أدوات زينة وبعض اللحم، والحلوى، والتمر، والأقمشة، والمجوهرات، ويتم وضع الحنة للعروس.[٢]


ويتم استقبال النساء هناك بالشاي والحلويات، كما يقمن بعادة الفتول بعد وضع الحناء، وهي دهن طيب على شعر العروس ولف خيوط حمراء وخضراء على إحدى خصلات شعرها أثناء ترديد أغنية خاصة هي:"حنينا الحناني ومازال الفتول... روحي يا البنية يعطيك القبول...مد ييدك للحنة يعطيك ما تتمني ...صلوا على الرسول (صلى الله عليه وسلم)".[٢]


عقد القران وتجهيز العروس

في يوم الزفاف يتم عقد القران في المسجد بحضور وكيلي العروسين، والأقارب، ويتم الاتفاق على المهر، وقراءة الفاتحة، وبعد الانتهاء من عقد القران، تبدأ العروس بتجهيز نفسها لحفل الزفاف، إذ تستحم العروسن وترتدي قميصاً داخلياً من الحرير يُعرف باسم "أوراق الدالية" كما ترتدي فوقه فستاناً آخر فضفاض، وتتزين بالكحل، والسواك.[٢]


حفلة الزفاف

ثم تُحمل العروس على ظهر الجمل في الهودج ويرافقها طفل صغير، ويلتحق بها أهلها راجلين، ثم يتم الاحتفال بيوم العرس بأداء الرقصات مثل النخ، والقربيلة، وإلقاء المواويل، ثم تنتقل العروس إلى بيت زوجها؛ حيث يُصب الماء على قدميها، وقد تُلصق التمر المعجون على باب بيت زوجها في بعض المناطق.[٢]


ويرتدي العريس في حفل الزفاف قميصاً أبيض، وبرنوساً، وعمامة بيضاء، ويحمل الخنجر في يده، ويتولى مهمة تحضيره وتجهيزه للحفل شخص يُطلق عليه اسم "المزوار".[٢]



المراجع

  1. "وادي سوف مدينة الألف قبة وقبة والشعر والشعراء وعاصمة الثورة الخضراء في الجزائر"، القدس العربي، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "العرس السوفي ( أعراس وادي سوف )"، مجلة وادي سوف، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2023. بتصرّف.
  3. أ/ الجباري عثماني، "عادات وتقاليد الخطو بة والز فاف في مجتمع وادي سوف خالل القرنين 11 و20 الميالديين"، مجلة المعارف للبحوث والدراسات التارىخية، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2023. بتصرّف.